غزة-رام الله مكس
لم تغب علامات الدهشة والاستغراب عن وجه المسعف مروان أبو ريدة حتى اللحظة، بعد نشر مسؤول “إسرائيلي” تحريضا ضده، يتهمه فيه باستغلال المرضى الذين يقلهم إلى معبر بيت حانون “إيرز” شمال القطاع، لنقل أموال وأغراض تتعلق بالمقاومة الفلسطينية.
وزعم “يوآف مردخاي” منسق أعمال حكومة الاحتلال، عبر صفحته على “فيسبوك” في الرابع من هذا الشهر، أن مروان أبو ريدة سائق إسعاف في الهلال الأحمر يستغل من خلال منصبه ووظيفته لنقل المرضى الذين يجتازون معبر بيت حانون لأهداف نقل أموال وأغراض إلى الضفة مع المرضى لأغراض إرهابية.
العذر “الوقح”
“المركز الفلسطيني للإعلام” سلّط الضوء على حكاية المسعف أبو ريدة، ونبش في ذاكرته حول السبب الذي دفع الاحتلال لمثل هذه الخطوة.
ونفى مروان أبو ريدة (49 عاما)، والذي يعمل سائق إسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية بمستشفى غزة الأوروبي، ما كتبه منسق الجيش الصهيوني بممارسته أعمالاً “إرهابية”.
وفنّد أبو ريدة اتهامات المنسق، قائلاً: “إنه يمثل العذر الوقح لمنع سفر المرضى للعلاج في القدس والمستشفيات داخل الضفة الغربية المحتلة”.
ويلفت أبو ريدة أن الحكاية بدأت قبل أيام بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً من رقم “إسرائيلي” لترد عليه فتاة اسمها “نسرين”، وتخبره عن وجود موافقة له بعد تقديمه تصريح زيارة لـ”إسرائيل” بهدف زيارة والدته وأقاربه المقيمين في الناصرة منذ زمن بعيد.
وأشار إلى أن والدته تقيم في مدينة الناصرة بالداخل المحتل منذ حوالي 30 عاماً هي وشقيقاته المتزوجات هناك، وأنه لم يتمكن من رؤيتها منذ 8 سنوات؛ خاصة أنه قدّم طلب زيارة أكثر من مرة لزيارة والدته المريضة وقوبلت بالرفض.
يتابع أبو ريدة: “أخبرتني الفتاة أنه تم إخراج تصريح خاص بي للزيارة منذ شهر، وتساءلت عن سبب عدم قدومي، فأخبرتها أن الارتباط الفلسطيني لم يبلغني بذلك، فقالت أنها ستقوم بالتنسيق مع الارتباط للاتصال عليه”.
وبعد أيام تواصل معه شخص آخر من نفس الرقم وقد عرف عن نفسه باسم “أبو جهاد” ويعمل بدائرة مكافحة الأموال بمعبر بيت حانون “إيرز”، وطلب منه الحضور لمقابلته”.
ويكمل أبو ريدة: “بعد هذه المكالمة شعرت بالقلق، وقمت بالتواصل مع الجهات الأمنية المختصة وإبلاغهم بالحادثة، فطلبوا منى عدم الرد على الرقم مرة أخرى وفصل الشريحة الخاصة بي، لأتفاجأ بعدها بأيام بما نشره المنسق عبر صفحته الشخصية”.
ابتزاز المواطنين
ويعدّ المسعف مروان، أحد ضحايا الابتزاز التي يقوم به جيش الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة، الذين يرغبون بالسفر للعلاج أو لزيارة أهلهم وذويهم.
وأشار خلال حديثه أن منزله الكائن ببلدة خزاعة تعرض للتدمير في أول أيام الحرب الأخيرة على قطاع غزة، لافتاً إلى أنه المنزل الأول الذي تم استهدافه في البلدة.
ويستذكر أبو ريدة الموقف الذي حصل معه خلال حرب 2008، عندما كان على رأس عمله، وقد خرج لإنقاذ أحد الإصابات في أحد شوارع خزاعة، ليتم مباغتته بإطلاق النار على سيارة الإسعاف التي كان يستقلها، حيث اختبأ في أحد المنازل إلى أن تم التنسيق مع الصليب الأحمر لإخراجه من المكان، شرط الإدلاء بمعلومات عن منطقته، الأمر الذي قابله بالرفض، وبعد ساعات تم إخلاؤه.
وفي نهاية حديثه قال: “إنني أفتخر بعملي، وإننى خادم لوطني وشعبي وأمتي، وسأواصل خدمة المرضي حتى آخر نفس في حياتي، فعملي هذا إرضاءً لله ورسوله وخدمة وطنية خالصة”.
ادعاء مغرض
وفي بيان صحفي، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الاتهامات الواردة على صفحة “المنسق” التابعة لحكومة الاحتلال في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، لا صحة لها، وهي تمثل ادعاء مغرضاً.
وأوضحت الجمعية، أنه لا يوجد أي موظف أو متطوع ضمن كوادر الجمعية يحمل الاسم الوارد في صفحة “المنسق”، لافتةً إلى أن مهمة نقل المرضى من قطاع غزة إلى حاجز بيت حانون/ إيرز ليس من اختصاص سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة.
وأضاف البيان: “تثير هذه الاتهامات المتكررة من الاحتلال قلق الجمعية، وتعدّها استهدافاً واضحاً للجمعية وعملها الإنساني، ومحاولة لتبرير استمرار اعتداء قوات الاحتلال على كوادر وسيارات الإسعاف العاملة بالميدان”. وأكد البيان، أن الهلال الأحمر الفلسطيني جمعية وطنية إنسانية، وعضو في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وملتزمة بجميع مبادئها الإنسانية، خاصة الحياد والاستقلال.
