الخميس:
2024-03-28
17º

سبعة جيران جنوب جنين يطالبون برحيل "جارهم الثامن" بعد أن حجب عنهم الهواء!

نشر بتاريخ: 29 مارس، 2018
سبعة جيران جنوب جنين يطالبون برحيل "جارهم الثامن" بعد أن حجب عنهم الهواء!

رام الله مكس-كتب رامي معالي

يقال في الأمثال الشعبية “إسأل عن الجار قبل الدار”، وهذا يعني أنك ستمضي العمر كله وهو بوجهك، بحسناته وسيئاته، إن منّ عليك الله بجار يحترمك ويميط الأذى عنك ستعيش حياتك سعيداً رغم كل ما بها من مآسي، وإن كان جارك مؤذياً لك ولعائلتك ويلقي الأوساخ امام بيتك ويزعجك بضجيجه ويسرق من غرسك، ويماطل بوعوده لك لوقف تصرفاته هذه، فأنت امام خيارين لا ثالث لهما، إما رحيلك وإما رحيله. هذه المقدمة كتبتها لأذكر لكم قصة في جنوب جنين، وهي لسبعة جيران متحابين بجانب بعضهم البعض، جاء اليهم احد الأشخاص قبل حوالي 11 عاماً، وطلب منهم منحه أرض ليبني عليها مشروعاً خاصاً به ووعدهم ان المشروع سيتحول بعد عدة سنوات الى بستنان ورود وأشجار، وبأن فائدته ستطالهم الجميع إن وافقوا، ولأن الفلاحين بطبعهم قلوبهم بيضاء وبسطاء، وافقوا على ان يكون جارهم. بدأ هذا الجار الدخيل بإزعاج جيرانه، تارة ببثّ روائح مزعجة، وتارة بإلقاء الأوساخ عليهم، ونشر الأمراض، وتارة بتخريب أراضيهم والحجز عليها، وأيضاً لأن جيرانه “الفلاحين البسطاء” قلوبهم بيضاء، طرقوا كل الأبواب من اجل وقف ما يقوم به هذا الجار.. الجار واصل تجاوزاته ولم يكترث للوساطات، 11 عاماً وهو ينكث بوعوده، 11 عاماً وهم يتوسلون الجميع، ويعضّون اصابعهم ندماً على سماحهم له بالدخول بينهم دون فائدة. ضاق الجيران ذرعاً به، فقرروا الخروج الى الشارع بشكل عفويّ وسلميّ لإيصال صوتهم، وعرض مشكلتهم على اصحاب القرار، وللحقّ فقد تعاطف المسؤولين معهم ومع مشكلتهم، وقرروا الدخول للوساطة مع هذا الجار لوقف الأذى الذي ينشره لهم، ومنحوه فرصة لتصويب وضعه ووقف ما يقوم به، الجيران السبعة الآن يقولون ان المشكلة ليست من المسؤولين لأنهم متعاطفون معهم، بل المشكلة مع هذا الجار الذي واصل ويواصل نكث الوعود، ببساطة فقدوا الثقة به، ويقولون: “لا نريد ان نرحل او نفترق عن بعضنا.. فليخرج الجار الدخيل من بيننا ونحن بألف خير”. القصة بإختصار يا سادتي أن عشرات آلاف المواطنين في جنوب جنين محاطين بمكب نفايات إسمه “زهرة الفنجان”، وقد خرج مواطنون من بينهم للتظاهر ضد المكب الواقع بين بلدتيّ عجة وعرابة جراء الروائح المنتشرة والأمراض المسرطنة التي يتهم سكان مناطق عجة وعنزا والمنصورة وفحمة والزواية وعرابة ومركة المكب بالتسبب بها، وأغلقوا مدخل المكب ومنعوا سيارات القمامة من الدخول اليه لتفريغ حمولتها في خطوة منهم لإيصال رسالتهم للجهات المختصة بضرورة وضع حد للتجاوزات التي تتم بداخله، حسب شعاراتهم التي رددوها. انتهت القصة في مقالي.. لكنها لم تنتهِ عند هؤلاء البسطاء الباحثين عن منقذ لهم وعن الهواء النقي.

صور من اعتصام المواطنين إحتجاجاً على مكب “زهرة الفنجان”

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.667 - 3.661
دينار أردني
دينار أردني
5.179 - 5.156
يورو
يورو
3.972 - 3.964
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.077 - 0.077
الخميس 28 مارس، 2024
17º
الصغرى
العظمى
17º