الخميس:
2024-03-28

رَمَضانْ.. حينَ كنّا ً..صغارا..بقلم الكاتب محمد جرادات

نشر بتاريخ: 21 مايو، 2018
رَمَضانْ.. حينَ كنّا ً..صغارا..بقلم الكاتب محمد جرادات

كتب محمد جرادات-رام الله مكس : محمد … محمد .. قوم يما اتسحر .. قوم من هنا البداية .. من هذه الكلمات القليلة والتي اشتاق اليها لالتصاقها بمنتصف القلب تبدا الحكاية .. حكاية رمضان حين كنا صغارا .. لا يمكن ان ابدأ قبل هذا او بعده .. رمضان حين كنا السحور زعتر وزيت ..وبطيخة كما الكوكب الدري المغطى بالعسل ..

تنهض من فراشك ورائحة الزعتر تتنشر في البيت ..زعتر الشاي .. ذلك البري الساحر القادر على تحويل ابريق من الشاي الى مقطوعة موسيقية تعزف بالكؤوس فتضرب في الوجدان ولا تنسى ..

كيف لي ان انسى تسابيح الشيخ خليل وهو يذكر بوقت السحور .. كانت الاوقات حينها مرتبطة بصوته .. الشيخ خليل يعلن دخول وقت السحور ..ودخول الفجر ..وانتصاف النهار .. واخير وقت الافطار .. حينها ستذكر مؤذن المسجد .. ..كان صوت الشيخ خليل هو ساعة الوقت .. لم يكن الوقت يعرف ببداية مسلسل او نهاية برنامج للطبخ كما هو الحال الان ..كان صوتا شجيا يحملك قلبك الى الجنة ويطوف بك بمنازل الرحمة ويرفعك وان كنت صغير من الذهاب الى الدنيا للأمل بالجنة .. كاني اسمعه الان ..وكانن صوته من قلبه لا شفتيه ..

الكاتب محمد صابر جرادات

ننتهي من سحورنا ثم لا بد من رحلة الخروج الى الفجر .. الكل بعدها للخروج الى المسجد..اقول المسجد .. لم تكن المساجد قد كثرت حينها ..كان المسجد الكبير يجمعنا جميعا .. نحبه كما نحب بيوتنا .. حين تداعب وجهك نسمة صباح كمداعبة الندى لحنونة برية .. ما اجمل تلك الرحلة..كانت روحانية فوق ما يمكن ان اصف .. كان قلوبنا الي تسير الى رحاب الله .. حتى ان احدهم كان يشاكسنا من شجرة خروب على طريق المسجد يهزها .. فتنخلع قلوبنا ..فالجن “كما كنا نؤمن” قد فاق من لحظته “ا وسيرافقنا الى المسجد..او لربما حسب رواية أخرى اننا قد رفعنا صوت الهمس فايقظناه فيشير لنا ان اخفضوا اصواتكم ..فهذه مضاربي ..

رمضان … روحانية اذكرها في صوت الامام …وخاصة ذلك الذي يصل الى اّمين بعد الفاتحة ..فتخرج كانها ابتهالات مريد او توسلات عابد مرتل..

رمضان حين كنا وكان .. نقف على سطح بيت او صخرة مرتفعه او لربما طريق منحدرة .. نلقي السمع ..نتحدث همسا .. نحلم بشوربة لعدس اذا عدنا البيت .. ندندن لدجاجة غرقت في المفتول ..او ما طاب من القطايف..”قطايف زمان غير قطايف اليوم ..عدس زمان غير عدس اليوم .. رمضان زمان غير رمضان اليوم “..هكذا كانت تقول جدتي ..لم اكن اصدق .. لم اكن افهم ..الان ..والان فقط ..أفهم ذلك ..

يقول الشيخ الله اكبر .. ننتشر بين البيوت .. وبكل ما استطعنا .. او اسطعنا .. نصرخ ..أذن.. أذن ..

حين كان رمضان وكنا صغارا ….

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.691 - 3.689
دينار أردني
دينار أردني
5.214 - 5.196
يورو
يورو
3.994 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الخميس 28 مارس، 2024
الصغرى
العظمى
17º