الجمعة:
2024-03-29
17º

العمال الفلسطينيون في الداخل يصارعون للبقاء في وجه سماسرة التصاريح وطمع المقاولين!

نشر بتاريخ: 13 نوفمبر، 2019
العمال الفلسطينيون في الداخل يصارعون للبقاء في وجه سماسرة التصاريح وطمع المقاولين!

خاص رام الله مكس-رامي معالي : يواجه العمال الفلسطينيون في الضفة الغربية معاناة يومية في الوصول إلى أماكن العمل في الداخل المحتل، حيث يخرجون من بيوتهم في الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل، بسبب الازدحامات على المعابر التي يتكدّس فيها الآلاف كي يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم. ويقدّر عدد العمال الفلسطينيون في الداخل حوالي 150 ألف عامل فلسطيني، من كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، فمنهم الجامعيّ ومنهم المهنيّ، ومنهم النساء.

سمسرة

كثير من هؤلاء العمال يدفعون مبالغ كبيرة مقابل الحصول على تصاريح العمل، ويتعرضون للاستغلال من المقاولين الفلسطينيين، وهي في الأصل متاحة بالمجان، حيث يتم التلاعب و”السمسرة” بثمن التصريح بأخذ ما لا يقل عن 1000 شيكل من أصل 2500 شيكل من ثمنه مقابل كل تصريح يباع، كما يتم التلاعب بأجرهم اليومي وتعبهم، علاوة على ذلك يتم استغلال حاجة العمال لتصاريح العمل بوضع شروط مجحفة عليهم من قبل بعض هؤلاء المقاولين، كالعمل أكثر من 8 ساعات يوميّاً، أو التلاعب بقسيمة الراتب الشهرية الخاصة بالعامل “التلوش”.

يقول العامل عدي من مخيم طولكرم أنه مضطر لشراء التصريح بأي ثمن كان للذهاب الى العمل، معللاً ذلك بعدم توفر أي فرصة في الضفة الغربية، ويضيف: ” أنا درست البكالوريوس في كلية الآداب بجامعة النجاح، لا أجد فرصة لأعمل حتى في مطعم، يجب أن أعمل في الداخل لأبني بيتاً وأتزوج.. التصريح يعادل شهادتي بالنسبة لي الآن.” ويضيف عدي أنه يبدو واضحاً أن عملية الحصول على تصاريح العمل تفتح المجال أمام السماسرة لبيع التصاريح وإلغائها بحجج غير منطقية، ثم بيعها ثانية لعمال آخرين، لكن العمال مضطرون للموافقة، حسب قوله.

إصابات العمل وصراع القضاء

يتعرض العمال الفلسطينيين أيضاً لمحاولات مستميتة لإنكار حقوقهم عند تعرضهم لإصابات العمل، ويبدأ فصل الصراع في المحاكم الاسرائيلية بين العامل ومشغّله وشركة التأمين.

يقول العامل “ع ص” من مدينة طولكرم أنّه اشترى تصريحاً من أحد السماسرة، ليعمل بشكل مستقلّ لدى عدة أشخاص حسب توفر العمل، ويضيف أنّه تعرّض لإصابة عمل في إحدى الورش، وعند طلبه الاوراق اللازمة من الشركة المدرج اسمها في تصريحه، واجهته عدة مشاكل من حيث عدم الإعتراف به واتهامه بالتهرب للعمل لدى جهة أخرى، ويضيف: “انا الآن أصارع منذ أكثر من عام لدى المحاكم الإسرائيلية لانتزاع حقي… لديّ عجز في قدمي اليسرى، الجميع أنكرني.”

كذلك يضيف العامل “ر م” من مدينة جنين أنه تعرّض لحادث عمل في الداخل، وأنه بحاجة لعملية جراحية وينتظر موافقة التأمين الوطني الإسرائيلي عليها، ويقول: “انتظر موافقة التأمين على العملية منذ اكثر من شهر.. لا يوجد رد رغم أن أوراقي سليمة، هم يتذرعون بأن هناك ضغط على الموظفين، لكن بالنسبة ليدي لا أحد منهم يهتم، مع العلم أن المقاول الفلسطيني الذي أعمل معه أوقف تصريحي فور إصابتي بلا أدنى إنسانية.”

من لهؤلاء؟

أما أنا كاتب هذا التقرير فتحملوني لأخالف قواعد الكتابة الصحفية وأضع رأيي الشخصي، وسأقوله بالعاميّة: “العامل داخل الخط الأخضر بيصحى الساعه 3 الصبح كل يوم محروم من أبسط حقوقه اللي هيي النوم زي البشر علشان يجيب لقمة العيش المغمسة بالدم والعرق، بيطلع على طابق 20 وطابق 30 معلّق بالهوا على الجدران تحت حرّ الشمس بالصيف وزخات المطر بالشتا. أقل غلطة او سهوة بشغلو ممكن يكون ثمنها روحو، اذا بدو يفطر فطور ملكي بيكون علبة تونا او مرتديلا، واذا بدو يشرب قهوة بتكون عينو على الساعه لحتى ما يتجاوز وقت الاستراحة، بيوصل بيته الساعه 6 المغرب وبيكون مبسوط اذا وصل 5 ونص لأنو جاي بدري هيك. العامل بيطلع كل يوم حامل روحو على كفو والله اعلم يرجع او ما يرجع لحتى يجيب لقمة عيشو ويقدر يغطي هالغلا والديون والاستغلال اللي بالبلد، لقمة مغمسة بالدم والعرق والقلق، ديرو بالكم على شغلكم وعرقكم هاد وسام شرف على صدوركم وصدور كل واحد بيفكر يوكل تعبكم.”

من يتحمل مسؤولية هؤلاء العمال المضطهدين والمهمّشين؟ وأين نقابة العمال ووزارة العمل عن كل هذا الظلم؟ من يضع حد للمقاولين الفلسطينيين وطمعهم مصّاصي العرق وسماسرة التصاريح؟

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.691 - 3.689
دينار أردني
دينار أردني
5.214 - 5.196
يورو
يورو
3.994 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الجمعة 29 مارس، 2024
17º
الصغرى
العظمى
17º