رام الله مكس-وكالات
عماد سعاده – أكد مدير مركز التخطيط الحضري والحد من الكوارث في جامعة النجاح الوطنية، والخبير في شؤون الزلازل الدكتور جلال الدبيك، انه لا يمكن لأحد في العالم، من الناحية العلمية، تحديد موعد حصول أمواج المد البحري “تسونامي” باليوم والساعة، شأنها في ذلك شأن الزلازل.
وقال الدبيك في رده على ما تناقلته اشاعات وبعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول خبر قرب حصول “تسونامي” وبشكل خاص على السواحل المحاذية لمنطقة غزة وعسقلان بأنه “لا يستطيع احد من الناحية العلمية تحديد ساعة أو لحظة حصول امواج المد البحر تسونامي على الاطلاق لا في منطقتنا ولا في اليابان ولا في امريكا، فلا يستطيع أحد تحديد الساعة أو اليوم لأنه اذا كان تسونامي ناتج عن الزلازل فإن ساعة ولحظة حصول الزلزال لا يعلمها إلا عالم الغيب الله سبحانه وتعالى”.
التدريبات الاسرائيلية لمواجهة “تسونامي”
وفيما يتعلق بالتدريبات التي يجريها الاسرائيليون لمواجهة “تسونامي” في بعض المدن؛ أوضح الدبيك أن هذه التدريبات تستند الى وقائع ودراسات علمية شاركت فيها الكثر من دول منطقة البحر الابيض المتوسط، وهي تتعلق باحتمال حصول “تسونامي”، وبالتالي هذا تمرين عملي فقط، ويحتمل انهم حددوا موعدا للتمرين وليس موعدا لتسونامي.
وذكر ان ما تناقلته ما تناقلته بعض وسائل الاعلام وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، كان خطأ، ففي الكثير من الحالات يصدر عن بعض مواقع التواصل الاجتماعي بيانات وتصريحات عارية عن الصحة، وبعضها ينسب الى المراكز العلمية، والمراكز العلمية تكون ليس لها اي علاقة بهذه المعلومات، مطالبا المواطنين في حالة الرغبة في الحصول على أي معلومه غير واضحه أن يطلعوا على رأي المراكز العلمية ذات العلاقة.
احتمال حصول “تسونامي” في المنطقة
وحول احتمال حدوث “تسونامي” في المنطقة، أشار الدبيك الى أنه من الناحية العلمية تعرضت المنطقة على مر التاريخ للعديد من أمواج المد البحر تسونامي سواء كانت في جنوب الساحل الفلسطيني أو شماله، وبشكل عام جميع دول البحر الأبيض المتوسط تعرضت على مر التاريخ لأمواج مد بحر تسونامي.
الاسباب المؤدية الى “تسونامي”
واشار الدبيك الى أن هناك سببين لانطلاق امواج “تسونامي”، الأول ناجم جراء حصول زلازل، وهذه الزلازل يجب أن تكون مراكزها السطحية في قاع البحار أوالمحيطات وأن يكون الكسر في طبقات القشره الأرضية من نوع الكسر العامودي، وبالتالي يؤدي هذا الكسر إلى حصول ارتفاع في أمواج البحر، وهذه الأمواج تتجه نحو الشاطىء/ اليابسة بسرعة كبيرة جداً تتراوح عادة من 500-800كم/ساعه، وعندما تقترب هذه الأمواج من الشاطىء بعشرات الكيلومترات تقل سرعتها ويزداد ارتفاعها، وبالنسبة لأمواج المد البحر تسونامي في البحر الأبيض المتوسط واستناداً لبعض الدراسات العلمية التي اجرت في المنطقة، يتوقع أن يصل ارتفاع أمواج المد البحر “تسونامي” كحد أقصى إلى 6 أمتار، وبعض الدراسات قد أظهرت أنها قد تصل إلى 8 أمتار، إذن هي ليست كأمواج مد البحر “تسونامي” التي حصلت في اليابان أو اندونيسيا.
اما السبب الثاني لانطلاق امواج تسونامي، هو حصول انهيارات وانزلاقات صخريه في الجبال الموجوده داخل البحار، وبالفعل هذا النوع من الجبال موجود على بعد 200 أو 250 كيلومتر تقريباً عن منطقة اليابسة الموجودة على محاذاة منطقة عسقلان أو منطقة غزة وقد حصل هذا النوع من تسونامي اكثر من مرة على مدى التاريخ.
اشاعات حول تفجيرات اسرائيلية لاحداث “تسونامي”
وبخصوص ما صدر عن بعض المواقع أو بعض الأشخاص بأن هناك احتمالا ان تقوم اسرائيل بتفجيرات تؤثر على الجانب الفلسطيني وتحدث أمواج مد بحر “تسونامي”، تساءل الدكتور الدبيك: هل أمواج مد بحر “تسونامي” ستتجه فقط الى المناطق الفلسطينية؟ وهل ستكون المناطق الاسرائيلية في منأى عن هذه الموجات؟. واضاف: “اننا كجهات علمية لا نستطيع أن تتوافق مع من يطلقوا هذه المواضيع وهي مواضيع عاريه عن الصحه وليس لها أي مرجع علمي”.
الوقاية من تسونامي
وحول الوقاية من أمواج “تسونامي”، قال الدبيك بأن “أمواج مد بحر “تسونامي” في مناطق الساحل الفلسطيني يكون ارتفاعها في الغالب من 6-8 أمتار كحد اقصى، واستناداً للدراسات تعتبر أفضل طريقه للوقايه منها هو بالخروج من منطقة الشاطىء فور الشعور بهزات أرضيه، لأنه قد يكون مركز هذه الزلزال في قاع البحر أو المحيط وقد يحدث امواج “تسونامي”.
وذكر أن دول المنطقة حالياً تعمل على تطوير منظومة للانذار المبكر، ويتوقع ان ينتهي من هذه المنظومة بين العام 2017-2018 والهدف من ذلك اعلام المواطنين بإخلاء الشاطىء قبل وصول الموجات
