طلاب بالتوجيهي نجحوا ورسبوا بالخطأ.. كيف حدث ذلك؟!

رام الله مكس 

مرّ اليوم الأول لإعلان نتائج الثانوية العامة عبوسًا قمطريرًا على عدد لا بأس به من الطلاب الناجحين بتفوق هذا العام، إذ أُعلم هؤلاء بأنهم رسبوا، قبل أن يتبين أن أخطاءً داخل وزارة التربية قتلت أفراحهم. فيما تقابل ذلك روايات عن طلاب تحولت أفراحهم إلى أحزان بسبب أخطاء مشابهة.

صباح الثلاثاء، توجّهت الطالبة أفنان ماهر الصوص إلى مدرستها بعد اتصالٍ من مديرة مدرستها التي تواصلت مع عائلات بعض الطالبات عقب مراجعتها لبعض الشهادات التي ورد بها أن الطلبة كانوا قد تغيبوا عن امتحان “مادة التكنولوجيا”، وهو ما خالف كشوفات المدرسة، ما دفع المديرة لمراسلة الوزارة وعائلات الطالبات.

وتبيّن عند المراجعة أن الطالبة الصوص قد حصلت على معدل 84.7%، لكنّ لم ترصد لها درجة أمام مساق التكنولوجيا، وقد سجلت كغائبة عن الامتحان رغم حضورها وتقديمها له، وهو ما دفع العائلة والمدرسة لمراجعة الوزارة وتصحيح الخطأ.

ماهر الصوص والد الطالبة قال إن ما جرى مع ابنته قتل فيهم الفرحة الأولى، “فلطالما تمنينا الاحتفال بنجاحها، لكن عدم ظهور نتيجتها في اليوم الأول كانت بمثابة صدمة لنا، خاصة أنها كانت من المتفوقين في الأعوام السابقة”.

وأضاف الصوص لـ قُدس الإخبارية، أن مديرة المدرسة بعثت كتابًا للوزارة لتصحيح درجتها واستصدار شهادة جديدة تفيد بنجاحها، بعد التأكد من كشوفات المدرسة بأنها كانت حاضرة وقت تقديم الامتحان بعكس ما ورد في الشهادة.

http://www.qudsn.ps/wp-content/uploads/2016/07/13664531_10153736976822688_80644050_n1-450x600.jpg 450w" alt="13664531_10153736976822688_80644050_n(1)" width="720" height="960" />

ولم تكن الطالبة المذكورة الحالة الأولى والأخيرة، فالطالب علي هريش عاش ألما مماثلا بسبب خطأ مشابه. إذ تقدم مع شقيقه  للثانوية العامة هذا العام، وأظهرت النتائج أنه رسب ونجح شقيقه، ما جعل العائلة تعيش يوما حزينا.

وقال عبدالله هريش والد علي لـ قُدس الإخبارية: “وقت إعلان النتائج لم تظهر نتيجة علي بينما ظهرت نتيجة شقيقه عمر، ما جعل الأول يتأثر بشكل كبير، ويستاء ويبكي، لتقرر العائلة إلغاء كل مظاهر الاحتفال بنجاح أحد الأخوين حفاظًا على مشاعر الآخر”.

http://www.qudsn.ps/wp-content/uploads/2016/07/13615313_1198786193465619_3069613318723979598_n-600x359.jpg 600w, http://www.qudsn.ps/wp-content/uploads/2016/07/13615313_1198786193465619_3069613318723979598_n-450x270.jpg 450w, http://www.qudsn.ps/wp-content/uploads/2016/07/13615313_1198786193465619_3069613318723979598_n-300x180.jpg 300w" alt="13615313_1198786193465619_3069613318723979598_n" width="635" height="380" />

وتوجّه أفراد العائلة صباح اليوم إلى المدرسة دون علي، وهناك أخبرهم المدير بوجود خطأ في النتيجة، وأنه سُجل كغائب يوم تقديم امتحان مساق التكنولوجيا، ليعودوا للمنزل وهم يحملون بشارة الخير، لكن العائلة مازالت تسأل علي: “هل كنت غائبًا حقًا؟ هل قدمت الامتحان يومها؟”.

وبعد تأكيدات عليّ بأنه قدم الامتحان، راجعوا المدرسة التي أكدت بدورها وجوده ونتيجته، وعليه فانهم قاموا بمراسلة الوزارة التي تأكدت من “cd” خاص بها وعدّلت نتيجته في حينها، واستصدروا له شهادة جديدة كتب فيها “ناجح”.

الطالب فرح مراعبة كذلك حصل على معدل 88.4% في الفرع الصناعي ولم يتم الإعلان عن نتيجته لعذر التغيب عن امتحان التكنولوجيا أيضا، وقد حدث أمر مشابه أيضا مع الطالبة ريهام علان من مخيم الجلزون.

حالة رسوب خامسة بسبب التكنولوجيا أيضا، لكنها حملت نوعا من الاختلاف عن سواها، فالطالبة عرين أحمد من مدينة نابلس تدرس في القسم العلمي بمدرسة قريوت، حصلت على معدل 86، لتكون – حسب النتائج المعلن عنها – الراسبة الوحيدة في الفرع العلمي بمدرستها، وهو ما أكد مدير مدرستها على نفيه، وترفضه عرين أيضا بشدة.

وخلافا لبقية الحالات، كتب أمام التكنولوجيا في شهادة عرين “راسب” وليس “غائب”، لكن مدير مدرستها يؤكد أنه لم يرسب أي طالب أو طالبة في القسم العلمي بالمدرسة، فيما تصر عرين على أنها تقدمت بشكل جيد وأنها واثقة من نجاحها بمعدل جيد جدا على الأقل، ورغم ذلك فإن التربية تصر على أنها راسبة وترفض تغيير أي شيء.

ودفع ذلك الطالبة عرين إلى اتخاذ قرار برفع دعوى تظلم واستخراج شهادة ناجح، مؤكدة أنها واثقة من نجاحها وأنها تستعد للاحتفال بذلك.

وإلى جانب هذه الحالات، تبين أن قصصا عكسية حدثت نتيجة أخطاء لم يتم تحديدها بعد. وذلك بإعلان نجاح طلاب تبين عندما توجهوا لاستلام شهاداتهم لاحقا أنهم لم يكونوا ناجحين، ما سبب لهم خيبة أمل كبيرة.

وروت أم أحد الطلاب أن ابنها أُعلم بنجاحه أمس؛ فأقامت عائلته احتفالات كبيرة قبل أن يتبين اليوم أنه راسب، لتصاب بخيبة أمل كبيرة، جعلت أفرادها عاجزة عن إبلاغ والد الطالب بالنتيجة خوفا على وضعه الصحي.

يشار إلى أن مادة “التكنولوجيا” التي أفسدت أفراح عدد من الطلبة هي مادة اختيارية لا تُعتمد درجتها، إنما يتوجب على الطالب حضورها وتقديم امتحانها، لكن تقديرات تشير إلى أن تقديم الامتحان الالكتروني عبر الحواسيب المدرسية قد يكون سببًا في الخلل الحاصل بالنتائج.

شبكة قدس الإخبارية تواصلت مع وزارة التربية، وحصلت على إجابة بأن الوزارة سوف تصدر لاحقا في بيان صحفي يوضح ما حدث، رافضة الحديث حول تفاصيل المشكلة أو أسبابها، وذلك في الوقت الذي أشار فيه الأهالي إلى تعاون الوزارة وتجاوبها مع المطالبات بالتعديل وتصحيح النتيجة، باستثناء قضية الطالبة عرين من نابلس.

لاحقا، قالت التربية في بيان لها، إن النجاح في امتحان التكنولوجيا شرط للنجاح في الثانوية العامة، موضحة أن تغيب الطلاب عن الامتحان العملي لهذه المادة كان سبب رسوبهم. غير أن البيان لم يأت على ذكر الحالات التي تحدثت عن إثباتها حضورها الامتحان بالفعل، وموافقة الوزارة على تغيير وضعها من الرسوب للنجاح، ليبقى السؤال عن سبب هذا الخطأ بلا إجابة.