الخميس:
2024-03-28

نابلس: يد الغدر حرمت الصيفي فرحة الزواج وطبوق بيته الجديد

نشر بتاريخ: 13 يوليو، 2016
نابلس: يد الغدر حرمت الصيفي فرحة الزواج وطبوق بيته الجديد

نابلس- رام الله مكس

لم يكن يوم الثلاثين من حزيران الماضي، يوما عاديا لعائلتي الصيفي وطبوق في مدينة نابلس، فما أن دقّت الساعة الواحدة فجرا حتى حلّت الفاجعة بنبأ استشهاد ولديهما عدي وعنان أثناء تأديتهما واجبهما الوطني في المدينة، برصاص خارجين على القانون.

عدي الصيفي (25 عاما) الذي كان يستعد لعقد قرانه بعد عيد الفطر السعيد، لم يمهله رصاص الغدر الذي كان أسرع من أن تفرح عائلته بزفاف ابنها البكر، التحق بجهاز الأمن الوطني منذ ست سنوات بعد خروجه من سجون الاحتلال التي أمضى فيها خمسة شهور.

41_53_21_12_7_20162

دائم الابتسامة محبوب من أبناء قريته تل جنوب غرب نابلس وحسن الخلق، صفات تمتع بها الصيفي، بالإضافة لانضباطه والتزامه بدوامه العسكري الذي أحب أن يمتهنه منذ طفولته وفق ما أوضحت عائلته لـ”وفا”.

حاملة صورته بين ذراعيها والدموع تملأ عينيها، تحدثت أم الشهيد الصيفي لـ”وفا”، قائلة “الحمد لله عدي شهيد كان يقدم واجبه الوطني، لا نريد أن يتم الحكم بسجن المجرمين بالمؤبدات بل بالإعدام، حسبي الله ونعم الوكيل”.

وتضيف “هذا العيد كان ناقصا بغياب الحنون، عدي كان يتصل بي يوميا أربع مرات ليطمئن علي أثناء دوامه، قبل ساعات من استشهاده اتفقنا على عقد قرانه بعد العيد، إلا أن رصاص الغدر حال دون ذلك”.

الصيفي تعرض عدة مرات للإصابة أثناء قيامه بواجبه الوطني في فرض الأمن خلال خدمته العسكرية، إلا أن تلك الإصابات كانت تزيده تمسكا بعمله.

بدوره، يقول أشرف الصيفي والد الشهيد عدي “أن نجله كان في إجازة يوم الثلاثين من حزيران، واضطر لقطع إجازته بعد أن طالبته قيادته بالتوجه لمنطقة الضاحية بنابلس؛ بعد إطلاق مجموعة من الخارجين على القانون النار على أحد المنازل هناك وإصابة امرأة”.

ويضيف “تلقينّا اتصالا في 12:27 بعد منتصف الليل يفيد باستشهاد عدي، السيد الرئيس ورئيس الوزراء لم يقصروا ونفذوا وعدهم بالقبض على القتلة”.

وطالب الصيفي بإنزال أقصى العقوبات وتنفيذ حكم الإعدام بحق القتلة؛ ليكونوا عبرة للخارجين على القانون.

وأكد أن النشاط الأمني الذي تقوم به الأجهزة الأمنية منذ أسابيع أدى لتحسن الأوضاع الأمنية في محافظة نابلس، وظهر ذلك جليا بتراجع إطلاق النار التي اعتادت عليه ليالي المدينة خلال نتائج الثانوية، مؤكدا ضرورة استمرار العمل الأمني وعدم اقتصاره على فترة زمنية لبسط الأمن بجميع المحافظات.

ولا يختلف حال عائلة الشهيد طبوق (29 عاما) كثيرا، فدنيا ابنة العامين حرمها رصاص الغدر من فرحة العيد مع والدها عنان ومن عطفه وحنانه، كما حرم شقيقها الجنين من رؤيته إلى الأبد.

طبوق الذي درس إدارة الأعمال في جامعة النجاح الوطنية اعتقلته قوات الاحتلال لخمس سنوات خلال انتفاضة الأقصى، والتحق بالعمل لدى جهاز المخابرات العامة قبل ثمانية أعوام، عرف بشجاعته وبملاحقته تجار المخدرات والسلاح غير المشروع.

يقول مصطفى طبوق والد الشهيد عنان “تناول فطوره الرمضاني الأخير مع عائلته، كان يستعد لينتقل لمنزله الجديد بعد العيد إلا أن رصاص الخارجين على القانون حطم حلم العائلة”.

ويضيف “نحن مع النشاط الأمني الذي تقوم به الأجهزة الأمنية ونطالب باستمراره، لا باقتصاره على وقت محدد، نطالب بإيقاع عقوبة الإعدام بحق القتلة المجرمين”.

بدوره، أكد محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب أن النشاط الأمني مستدام ويجب أن يستمر في معالجة كل القضايا الأمنية، وأن ما يميز هذا النشاط الإرادة والغطاء السياسي من قبل القيادة السياسية لمتابعة كل القضايا الأمنية وتحديدا الخارجين على القانون.

وأكد أن الحدث الأخير الذي أدى لاستشهاد رجلين من أبناء المؤسسة الأمنية شكل حافزا ودافعا للمؤسسة الأمنية لتتابع أمور الخارجين على القانون بشكل حثيث وصريح وواضح، مؤكدا وجود تعليمات بالحسم وبعدم التراجع فيما يتعلق بالخارجين على القانون.

وأشار إلى جاهزية واستعداد المؤسسة الأمنية وجديتها في محاربة الخارجين على القانون واستمرار المتابعة الميدانية، والدلالة على ذلك سرعة إلقاء القبض على 4 مطلوبين في قضية استشهاد رجلي الأمن بسرعة قياسية، في حين بقي شخص واحد هارب من وجه العدالة.

وأكد أن كل من قدم خدمة للمطلوبين بعد عملية إطلاق النار على رجال المؤسسة الأمنية حتى لو قدم “كوب شاي”، معتقل وسيقدم للعدالة.

وشدد الرجوب على أن ما يميز النشاط الأمني وجود إرادة من المستوى السياسي وجدية عالية في محاسبة الخارجين على القانون أو من يخالفون القانون من أبناء المؤسسة الأمنية أو المحسوبين عليها، وأن هناك معتقلين قد يطردون من عملهم.

وفيما يتعلق بقضايا إطلاق النار التي اعتادت عليها مدينة نابلس خلال الفترة الماضية، أوضح الرجوب أن غالبية الأسلحة المستخدمة بعملية إطلاق النار على رجلي الأمن تمت مصادرتها، كما تراجعت عمليات إطلاق النار في المدينة بشكل ملموس وكذلك الألعاب النارية بفعل النشاط الأمني.

وأشار إلى انتشار قوى الأمن في الشوارع للاستجابة السريعة لأي حدث سواء إطلاق نار أو الألعاب النارية والأحداث الطارئة. مؤكدا وجود خطة لمتابعة كافة الأحداث بكل المناطق التابعة للمحافظة.

بدوره، قال الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري إن ما تقوم به قوى الأمن في محافظات الوطن هو واجبات ومهمات على طوال الساعة هدفها الحفاظ على النظام العام وإنفاذ القانون وحماية النظام السياسي.

وأكد أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظات الوطن خاصة في شهر رمضان المبارك والعيد أوجدت حافزا أكبر في تكثيف النشاط الأمني، خاصة في المناطق التي فيها إشكاليات تتعلق بالسلاح أو المشاجرات والتعدي على القانون.

وشدد على أن العمل الأمني الذي يجري هدفه السلاح غير الشرعي أو سلاح الفوضى وتجار المخدرات وكل تعد على القانون في كل مكان، وأن العمل الأمني سيستمر إلى ما لا نهاية فلا يوجد سقف زمني محدد لوقفه، ولا يوجد قرية أو مدينة أو مخيم مستهدف بعينه من ذلك العمل.

وأوضح الضميري “أنه لا يوجد حصانة لأحد عسكري أو مدني في حال اختراق القانون “، مشيرا إلى أن “العمل الأمني ما زال مستمرا وبتكثيف أكبر ويعتمد على المعلومات الاستخبارية لا على نشر قوات بين الناس وتعطيل حياتهم”.

وأضاف أن “الاستهداف محدد بمعلومات استخبارية وأمنية حول المطلوبين وأماكن تواجدهم والأسلحة الموجودة بحوزتهم، ضمن عمل منظم بتنسيق كامل بين أذرع المؤسسة الأمنية وبدعم كامل وكبير من سيادة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومن المجتمع المحلي”.

وفيما يتعلق بالخارجين على القانون في المناطق المصنفة “ج”، أوضح الضميري أن المؤسسة الأمنية تعمل بتلك المناطق ضمن إمكانياتها، وأنها تحتاج أحيانا إلى تنسيق للوصول إليها، مشيرا إلى أنه تم اعتقال عدد من المطلوبين في تلك المناطق.

وشكر الضميري المواطنين على تعاونهم مع الأمن، كما دعاهم لعدم التعامل أو إيواء أو مساعدة أي هارب من وجه العدالة والتبليغ عنه فورا لما لذلك من سلامة للمجتمع.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، عن تقديره للدور المميز لمؤسستنا الأمنية وجهودها لتكريس سيادة القانون والنظام العام، معرباً عن أسفه للأحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية.

وأشاد بروح المسؤولية العالية التي يتعامل بها أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف المحافظات والتفافهم حول القيادة الفلسطينية والحكومة والمؤسسة الأمنية التي تعمل على توفير الأمن والأمان والاستقرار للمواطنين وصون حقوقهم وممتلكاتهم.

وشدد رئيس الوزراء على توجيهات سيادة الرئيس بفرض الأمن والنظام العام، وتوفير الأمن والأمان لكافة المواطنين يشكل بالنسبة لنا أولوية قصوى بسلطة واحدة وقانونا واحدا وسلاحا شرعيا واحدا، مؤكداً أهمية تضافر الجهود من قبل كافة المؤسسات الأمنية وقطاعات المجتمع المدني والمواطنين للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مشروعنا الوطني.

ودعا جماهير شعبنا إلى استمرار التعامل بروح المسؤولية الوطنية التي عهدها العالم كله بشعبنا الصامد العظيم، محذراً من بيانات التحريض والتشكيك بمؤسساتنا الأمنية الوطنية، ومن العبث بأمن المواطن ومن التصريحات المشبوهة التي تهدف إلى المساس بوحدة شعبنا وقدرته على الصمود، وتهديد أمن شعبنا واستقراره، وشق صفنا الوطني، وتشويه نضال شعبنا العريق، وتهديد السلم الأهلي، لمنح دولة الاحتلال فرصة المضي والاستمرار في مخططاتها للقضاء على مشروعنا الوطني وحلم شعبنا بالحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها الأبدية القدس الشرقية.

المصدر: وفا- تقرير زهران معالي

41_53_21_12_7_20164 41_53_21_12_7_20163 41_53_21_12_7_20162

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.691 - 3.689
دينار أردني
دينار أردني
5.214 - 5.196
يورو
يورو
3.994 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الخميس 28 مارس، 2024
الصغرى
العظمى
17º