الجمعة:
2024-03-29
17º

حدث في فلسطين: رجال تزوجوا على زوجاتهم الموظفات "كمكافأة نهاية الخدمة" !

نشر بتاريخ: 17 يوليو، 2016
حدث في فلسطين: رجال تزوجوا على زوجاتهم الموظفات "كمكافأة نهاية الخدمة" !

احدهم طلب من زوجته الموظفة ان تسحب قرضا باسمها للبدء بمشروع تجاري لتكتشف انه تزوج بالنقود !

رام الله مكس

استغرق “هيثم” في إقناع زوجته “ريم” موظفة السلطة في قطاع غزة، لأن تسحب قرضاً باسمها كي تساعده في بدء مشروعٍ تجاري عدة أشهر، بالحيلة والكلمة الحلوة، تمكّن أخيراً من أن يحصل على مراده، وسحبت المرأة قرضاً بقيمةٍ قاربت العشرة آلاف دولار على أن تسددها على مدار عدة سنوات.

الزوج الذي أخذ النقود، تغير حاله.. صار يغيب عن بيته لساعاتٍ طوال، لا يهتم بأولاده، ولا يلبي لهم أدنى طلباتهم، حديثه عبر هاتفه المحمول لا ينتهي، ومشاكله مع زوجته التي صارت تحدث على أصغر الأسباب كانت كذلك (لا تنتهي).. هكذا مر شهرٌ كامل قبل أن يفجر “القنبلة”: (لقد عقدت قراني اليوم على امرأةٍ أخرى).

– ماذا؟ كيف تفعل ذلك؟ هل أخذت نقودي يا هيثم لتدفع مهرها؟ أيها الخائن المخادع..

كان نصيب المرأة بعد هذا الغضب الذي صبته فوق رأس زوجها “علقة سخنة”، لينتهي المشهد في ذلك اليوم بقول هيثم لها “هادا اللي حاضر، عاجبك أهلاً وسهلاً، مش عاجبك.. مع السلامة”..

المرأة، ورغم كل الغضب الذي اعترى صدرها، قررت أن تبقى! نعم.. أن تبقى على ذمة رجلها الذي ومنذ تزوجته قبل ست سنوات لم تبخل عليه يوماً براتبها كله، سيما بعد أن أنهت عقده المؤقت تلك المؤسسة التي كان يعمل بها.. قالت لنفسها :”إن تركته لن أطال بلح الشام ولا عنب اليمن.. بشق النفس استطعنا بناء شقتنا فوق بيت أهله، ولن أتركها لتلك المرأة مهما حدث، سيما وأنني متورطة بسداد قسطه”.. تماماً هذا ما حدث: لم يفتتح زوجها المشروع، وغرق في العسل مع زوجته الثانية، بينما كان على الأولى ورغم أنفها أن تستمر في الإنفاق على أولادها وبيتها، بينما هو “يا مين شايفه رجال طالع من بيت لبيت” على حد تعبيرها.

في هذا التقرير سنعرض عدة نماذج تحكي عن نساءٍ موظفات كنَّ معيلات أسرهن لسنواتٍ طويلة، حتى إذا ما استطابت نفسه لزواجٍ آخر، سلّم زوجته مكافأة نهاية الخدمة “ضرة”.. كيف يمكن للمرأة الموظفة أن تضمن حقها؟ وهل عليها منذ البداية أن تنشئ نظاماً لحياتها المالية مع زوجها؟ أم أن الأمر تحدده الظروف؟ التقرير التالي سيحمل التفاصيل:

بعد ذلك العمر..

“أم فضل” اسمٌ مستعارٌ لامرأةٍ موظفة ظنت في بداية حياتها مع زوجها الذي كان في مثل عمرها تقريباً أنها “الأذكى” يوم رفضت أن تعطيه قرشاً دون أن تستكتبه فيه، أو أن تضع قرشاً في بناءٍ أو أرضٍ دون أن تكتبه باسمها.. لكنها للأسف لم تعلم أن زوجها الذي كان يوافق على تملّكها زمام الملك في حياتهما الزوجية استطاع أن يهزمها بكلمةٍ واحدة بعد أن مر على زواجهما قرابة الثلاثين سنة.

أم فضل، وهي الزوجة الثانية لأبي فضل، قدّر لها الله عدم الإنجاب، وبهذا عاشت في بيتها الذي بنته من راتبها كمدرسة في إحدى مدارس الأونروا معززة مكرمة، ضامنةً حقها في كنف زوجها، ولا يعكر صفو حياتها إلا مشاكلها مع إخوتها الذين كانوا يرفضونها بسبب صعوبة مراسها، وتدخلها في حياتهم مع زوجاتهم، وأبنائهم.. هكذا حتى حدثت بينها وبينهم قطيعة استمرت لسنواتٍ طوال.

عندما أتم الزوج خمسة وخمسين عاماً، فاجأ زوجته الثانية بدخوله عليها غاضباً يقول لها بالحرف الواحد :”شوفي، أنا بدي أتزوج، وقدامك خيار واحد.. يا بتتنازلي عن البيت والأرض وبتحوليهم لاسمي، يا إما بطلقك”..

صارت المرأة تضرب رأسها وهي تحاول أن تستوعب ما قاله زوجها :”أهكذا، أخذتني لحماً ورميتني عظماً”، كانت تندب حظها وتبكي حتى النحيب، بينما لم يكن بوسعها سوى أن تختار الخيار الأول في ظل مشاكلها مع إخوتها، قالت لنفسها :”وين أروح ووين آجي لو طلقني، حتى لو عشت في بيتي لحالي، والله لو متت ما حدا راح يدرى فيني”.

بالفعل، تنازلت المرأة عن الأرض والبيت له، فإذا به يبني لنفسه ولابنيه من زوجته الأولى شققاً فوقه، بينما هي بقيت في شقتها الأرضية تتحسر على ذلك العمر الذي ظنت فيه أنها في ظل رجل أمين.

بعد السرطان..

أما “شادية”، المرأة الموظفة التي ساهمت بشكلٍ خرافي في مساندة زوجها الذي كان صاحب بقالة صغيرة، ودعمه حتى أصبح له بيتٌ وسيارة ومحل بقالة كبير.. تلقت ضربةً فوق رأسها عندما هدّها ذلك المرض “السرطان”، فغدا يتذمر من شكلها، وأنينها، ورقودها الدائم في الفراش.. لقد ملّ حياة “الممرضات” وهو الذي رأى نفسه بإتمام منتصف العقد الخامس “شاباً” له من الحياة نصيبٌ يجب أن يكون أجمل..

تقول شادية لـ “فلسطين” :”بعت ذهبي كله عندما قررنا أن نشتري قطعة الأرض التي بنينا فوقها بيتنا، وبقيت أسدد القروض من راتبي –وهي مدرسة- بل إنني أفنيت وقت فراغي في إعطاء الدروس الخصوصية لاستجلاب دخلٍ إضافي.. كل هذا مرَّ في شريط ذكرياتي أليماً عندما أخبرني أنه قرر أن يتزوج”.

هي ترى أن هذا من حقه سيما بسبب مرضها، والتزامها الفراش، لكنها كانت تتمنى لو تشعر ببعض “الانتماء” من طرفه لها.. أو حتى بعرفان بسيط بما قدمته له حتى يكون على ما هو عليه الآن”. ومن أجل الإنصاف، نشير إلى أن هناك نساء موظفات داخل قطاع غزة، عشن مع أزواجهن أعماراً طويلة، أخذن حقوقهن وزيادة.. عشن مع أزواجٍ منصفين، يعرفون الله جيداً فيما يأخذونه ويعطونه.. وليست كل امرأةٍ موظفة تعاني..

تقول المستشارة الأسرية ليلى أبو عيشة لـ “فلسطين” :”ما يحكم الحديث في قضية الزوجة وراتبها في أساس الأمر هو الشرع، ماذا يقول في هذا الأمر: راتب الزوجة حق لها طالما أنها خرجت إلى العمل بموافقة زوجها، وليس لزوجها الحق في أن يأخذه أو يأخذ جزءًا منه رغماً عنها، بل له فقط ما ترضى نفسها عنه فتعطيه إياه من مال لقاء غيابها عن البيت، ونقصان الوقت الذي كان ينبغي أن تقضيه في خدمة بيتها وزوجها وأطفالها”.

ونصحت أبو عيشة الزوجة الموظفة، بأن تضع النقاط على الحروف فيما يتعلق براتبها مع زوجها في بداية حياتهما معاً، ذلك تفادياً لأي مشكلاتٍ يمكن أن تحدث بسبب هذا الموضوع مستقبلاً، متابعةً :”وهذا لا يمس بكرامة زوجها، سيما لو كان الاتفاق بينهما عادلاً على ما لا يأكل حقها، ويساعد زوجها في توفير شئون المعيشة”.

وبينت أن العاطفة الجياشة التي خص بها الله المرأة عن الرجل، تجعل من المستحيل أن ترى زوجها في أزمةٍ مالية فلا تساعده لو كانت ذات مال، “ولهذا –والحديث لكل الرجال- محاولات إجحافها حقها لن يعود على الزوج إلا بالمشكلات في حياته، هذا ناهيك عن غضب الله في الآخرة”.

والصلحُ خير

الشيخ العلامة السعودي عبد العزيز بن باز، قال رداً على سؤال أحد الأزواج حول أحقية زوجته في الاستقلال براتبها، وما نجم عن ذلك من شقاق وشجار بينهما :”عليكما أن تصطلحا وأن تتركا النزاع فإذا اصطلحتما فلا بأس، يقول الله جل وعلا أولاً: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: (الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً) ولاسيما بين الزوجين”.

والأصل أن راتب المرأة لها، وكلٌّ له ما كسب، لكن إذا سمحت أن تعطي زوجها نصف الراتب أو ربع الراتب أو ثلث الراتب أو جميع الراتب فلا بأس، الحق لها، وعلى الزوج أن يقوم بالبيت ونفقات البيت.

ويردف الشيخ في معرض رده على السائل :”إذا كانت المرأة اشترطت على زوجها التعليم أو العمل قبل الزواج، وكان يطيق ذلك، فالمسلمون على شروطهم، أما إن كانت لم تشترط ذلك فله المنع، وعليه وقتذاك أن ينفق عليها حاجاتها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولَهُن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف).

لكن الصلح بين الزوج والزوجة في أمور النزاع بينهما يكون أمراً مطلوباً حتى تبقى المودة وتبقى المحبة وتبقى العشرة، وينبغي لكل واحد منكما أن يتسامح وأن لا يتشدد فأنت ترضى بما تيسر وهي تسمح بما تيسر حتى لا يكون بينكما الفراق.

المصدر : فلسطين

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.691 - 3.689
دينار أردني
دينار أردني
5.214 - 5.196
يورو
يورو
3.994 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الجمعة 29 مارس، 2024
17º
الصغرى
العظمى
17º