جنين-خاص رام الله مكس-مصعب زيود
غابت الفرحة والبهجة في الساعات الأولى لعيد الأضحى المبارك، في منزل ذوي الشهيد ساري محمد أبو غراب في بلدة قباطية جنوب جنين؛ جراء ممارسات الأحتلال وغطرسته، التي تنشر الموت والفراق بين أفراد الأسرة الواحدة.
واستقبلت عائلة الشهيد أبو غراب، اليوم الأول من عيد الأضحى بألم وحسرة؛ كونه العيد الأول الذي يأتي دون أن يتواجد ساري، ويصادف مرور 20 يوما على استشهاده، لكن الذي زاد ألمها عدم دفنه وعدم وجود قبر لزيارته.
وسيطرت الدموع والآلام على كل فرد من أفراد عائلته؛ فخطيبته التي ارتبط بها بعلاقة متينة ، كانت تستذكر كل لحظاتها التي عاشتها معه من الحب والوفاء بغزارة من الدموع التي تفيض من عينيها.
واستشهد ساري أبو غراب،بعد أن أعدمه جنود الاحتلال قرب قرية مادما جنوب نابلس بزعم محاولته طعن جندي، أثناء مروره يسيارته، الأمر الذي فندته العائلة وأكدت أنه كان في طريقه الى رام الله لشراء معدات لمحله التجاري الذي كان على وشك افتتاحه،باالأضافه أنه كان يحضر لحفل زفافه.
ويقول أحد أفراد عائلة الشهيد لــ”رام الله مكس” إن والده في كل مرة يذكر اسم ساري أمامه تدمع عيناه حزناً على فراق فلذة كبده، بحرقة قلبٍ مصحوبة بعبارة “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
“كل زاوية من البيت تروي حكاية من الحكايات التي عاشها ساري بين أكناف أهله، وبمشاعر من المحبة والحنان التي كانت رفيقة به؛ فطيبة قلبه وحسن معاملته للآخرين كانت شعاره وعنوانه لكل من عرفه”.
وذكرت العائلة ، أن سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد وترفض تسليمه دون أي مبرر، ومستمرة في انتهاج سياسة التنغيص على حياتهم في يوم عيد الأضحى المبارك، وطالبت بتضافر الجهود المحلية والدولية للضغط على إسرائيل لضمان الإفراج عن جثمانه حتى يوارى الثرى.
وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين 11 شهيدا من الشهداء الذين ارتقوا خلال الانتفاضة الحالية، وتفرض شروطا صعبة لتسليمهم لذويهم من أجل دفنهم.