الجمعة:
2024-03-29

الطائفية في لبنان تتمدّد الى الانتاج الزراعي: التفاح ماروني والتبغ شيعي والبرتقال سنّي والزيتون أورثوذكسي والعريش كاثوليكي والتين درزي

نشر بتاريخ: 27 سبتمبر، 2016
الطائفية في لبنان تتمدّد الى الانتاج الزراعي: التفاح ماروني والتبغ شيعي والبرتقال سنّي والزيتون أورثوذكسي والعريش كاثوليكي والتين درزي

يبدو أن الميثاقية لم تعد تقتصر على الشراكة في الشؤون السياسية بل تعدّتها إلى الشراكة في التعويضات من قبل الدولة اللبنانية. وآخر فصول هذه الأزمة قيام مزارعي التفاح بقطع الأوتوستراد في جبيل ما تسبّب بزحمة سير خانقة على المسلك الغربي من طرابلس إلى بيروت. وقد تشبّه مزارعو التفاح بمياومي شركة كهرباء لبنان الذين أقدموا أكثر من مرة على قطع الطريق أمام المؤسسة في بيروت، فيما اتحادات النقل البري الذين قطعوا عدداً من الطرقات الرئيسية قبل أيام سيعاودون الكرة يوم غد الأربعاء احتجاجاً على عدم استرجاع الدولة المعاينة الميكانيكية. وإذا كانت أغلبية المياومين والسائقين العموميين منضوين تحت عنوان الثنائي الشيعي، فإن مزارعي التفاح الذين احتجوا أمس فهم بأغلبيتهم من الطائفة المارونية، وقد أقدموا على فعلتهم هذه بعد عدم الاستجابة لشكواهم نتيجة كساد موسم التفاح بسبب إقفال الحدود للتصدير عبر سوريا وعدم تأمين الحكومة أسواقاً للتصريف عبر البحر، ما دفعهم الى المطالبة بالتعويض عليهم ولا سيما أن سعر بيع صندوق التفاح هو 5 آلاف ليرة فيما كلفته هي 7 آلاف. وطالب المزارعون ووراءهم عدد من السياسيين بأن تشتري المنظمات الدولية التفاح اللبناني وتقدمه للنازحين السوريين في إطار سلّة التغذية، لكن لا مؤشرات بعد على الموافقة على مثل هذا الطرح في وقت تجرى اتصالات بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الزراعة أكرم شهيب للبحث عن سبل الحل. وقد أبدى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعدد من السياسيين الموارنة، وفي طليعتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والوزير بطرس حرب اهتماما بمسألة تصريف الانتاج اللبناني من التفاح. وطالبت الكنيسة المارونية «بالتحرّك السريع لإنقاذ موسم التفّاح»، ودعت «الحكومة الى العمل لتأمين أسواق لتصدير موسم التفّاح لأنّ كساده يضرب كل العائلات في الجبال، ويؤدي إلى النزوح وترك أرضهم، وهذا يعتبر تهجيراً لهم في حين يجب ان نؤمّن لهم أبسط المقوّمات للصمود في الجرود». وأكد راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خير الله «أن الكنيسة لن تترك شعبها يواجه الفقر، والبطريرك الراعي يتابع هذه المواضيع ويتحرّك لإيجاد الحلول». ودعا الى «التطلّع لوجع الناس وعدم إهمال الشقّ الاجتماعي – الاقتصادي، لأنّ البلد لا يتحمّل الأزمات، وخصوصاً الأزمات الإقتصادية». وبات من المتعارف عليه أن الطائفية في لبنان لم تعد تقتصر على المكوّنات الشعبية بل تجاوزتها الى أصناف زراعية. ويستحضر بعضهم ما قاله الخبير البلجيكي بول فان زيلاند الذي سبق أن شغل منصب رئيس وزراء بلجيكا لدى دعوته الى تنظيم الاقتصاد، حيث سأل «كيف يمكن أن تُصلح اقتصاد بلد حتى ثماره لها طائفة، التفاح ماروني، العريش كاثوليكي، الزيتون أرثوذوكسي، البرتقال سني، التبغ شيعي، والتين درزي؟». وبحسب مزارعي التفاح فإن الإهمال المقصود لمشكلتهم لا يمكن فصله عن المناخ السياسي السائد في لبنان والذي يتعاطى باستهتار مع المسيحيين. وقد لوّح المعتصمون أمس في جبيل ومعظمهم من العاقورة في أعالي جبل لبنان بالنزول كل يوم الى الشارع حتى تحقيق مطالبهم ورفع الغبن نتيجة الموسم المهدد. وأقدم بعضهم على وضع صناديق التفاح في وسط الأوتوستراد ما أدى إلى قطعه أمام السيارات العابرة بإتجاه بيروت فيما بقي مسرب واحد للسيارات. كما حاول أحد المزارعين في وقت لاحق قطع المسلك الشرقي للاوتوستراد، وعملت القوى الأمنية التي انتشرت في مكان الإعتصام على فتحه أمام السيارات العابرة بإتجاه الشمال. وأوضح رئيس بلدية العاقورة منصور وهبي «أن موسم التفاح يعتاش منه ثلثا سكان البلدة». ولفت إلى « أن الخناق يشتد يوماً بعد يوم حول عنق المزارع «، معلناً «أن 5 ملايين صندوق تفاح سيلحقها الكساد بسبب عدم تصريفها»، مطالباً «الدولة بالتعويض على المزارعين ومساعدتهم، خصوصاً وأنهم مقبلون على إرسال أولادهم إلى المدارس»، مشدداً على « أن التحرك هو بذرة ثورة شعبية». من ناحيته، رأى وزير الزراعة أكرم شهيب «أن مشكلة تصدير التفاح يعاني منها لبنان بسبب مشاكل الحدود مع سوريا، كما أن هناك مشكلة في التصدير مع مصر بسبب تغيّر سعر الجنيه المصري». واعتبر أنه «من حق المزارعين القيام بخطوات للتعبير عن وجهة نظرهم»، وقال: «نحن نعمل لتصريف الإنتاج بالسلة الغذائية للنازحين السوريين، وسأبحث مع رئيس الحكومة تمام سلام في موضوع دعم تبريد التفاح في البرادات حتى تتحسن الأسعار». ولفت إلى «أن هناك اتصالات تجرى لتصريف الانتاج إلى روسيا، وقد زار موسكو لهذا الموضوع وأجرى لقاءات مع مسؤولين حول هذا الملف، «لكن كلفة الانتاج في لبنان عالية»، آملاً ن «يتم التعويض على المزارعين لأن الموسم كبير».

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.691 - 3.689
دينار أردني
دينار أردني
5.214 - 5.196
يورو
يورو
3.994 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الجمعة 29 مارس، 2024
الصغرى
العظمى
17º