الثلاثاء:
2024-04-23
17º

"بترجع من بيت أهلها مقلوبة".. الزوجة هي السبب!

نشر بتاريخ: 28 سبتمبر، 2016
"بترجع من بيت أهلها مقلوبة".. الزوجة هي السبب!

رام الله مكس  – غزة 

عادت وعلامات الغضب ترتسم على وجهها، ألقت بحقيبتها المدججة بملابس أبنائها وهي تتمتم بعباراتٍ تنبئ بأن السيل وصل الزبى، ثم صارت تناديهم الأربعة كل واحدٍ على حدة :”هشام بسرعة ارفع ملابسك عن الأرض وخدهم إلى سلة الغسيل، منى تعالي بسرعة وساعدي أختك في تغيير ملابسها، خالد (وهنا بدأ صوتها يعلو) يكفي شجاراً مع أختك الصغرى.. هيا اتركها الآن لقد تعبت من هذا الوضع.. مللت من هذه الحياة.. الآن اتركها”..

كل هذه المعمعة، والزوج الذي ألقت إليه بتحية الإسلام على عجلٍ بعد عودتها من زيارة بيت أهلها اليوم يراقب من بعيد.. بينما أمه التي تسكن معهم في المنزل ذاته تلوي فمها يميناً وشمالاً تعبيراً عن امتعاضها من قول كنّتها، فلم يكن منها إلا أن صرخت :”وما الذي يتعبك في عيشتنا يا ابنة فلان (وذكرت اسمه)؟”..

الزوجة التي اعتادت طريقة حماتها في تصيد الكلمات لم ترد مبدئياً، واكتفت بالقول :”لا شيء”.. فيما الأم التي لم يعجبها رد الكنة بدأت تهمس في أذن ابنها اسطوانتها المشروخة :”أبصر يما إمها شو عبّت براسها هناك (..) بتلاحظش إنو كل ما ترجع من بيت أهلها بتتغير علينا؟” والكثير من الكلام الذي بمجرد أن تسمع الزوجة مثله تقول لنفسها تعقيباً عليه :”آاااه الله يستر”.. في حين أن الحقيقة بخصوص غضب الزوجة تقول :”إنها عادت من بيت أهلها بعد أن شهدت شجاراً حاداً بين أبيها وأمها تسبب بجوٍ من النكد والكدر داخل المنزل خلال فترة الزيارة”.. وهذا ما أثر على طبيعة تعاملها عند العودة..

الزوج الذي وكما العادة يعتمد على ميزان أمه في فهم الأمور، بدأ يؤنب زوجته ويصرخ في وجهها مردداً قول أمه: “كل ما ترجعي من بيت أهلك بترجعي مقلوبة”! إيش إمك بتقولك؟ بتفكر إمك إنك هيك راح تحكميني صح؟”.. فيما الفتاة التي لم ترغب بإعلام أحد بمشكلة أبيها وأمها بقيت على صمتها متوقعةً العقوبة “المعتادة”.. زيارة أهلك مرة كل شهر فقط.. وهذا ما حدث..

تقول الزوجة :”بعد زيارة أهلي، ولعدة أيام تالية يستمر ربط كل حركة أو كلمة اقولها مع حماتي أو زوجي بزيارتي لأهلي، خصوصاً زوجي الذي صار يظن أنني بدأت أحن إلى حياتي مع أهلي بعيداً عن المسؤولية، أو أن حياتي معه ما عادت تعجبني، وهذا يتسبب بالكثير من المشكلات غالباً”.. ماذا أفعل؟ تعز علي نفسي كلما ذكر زوجي أهلي بسوء، وفي الوقت ذاته لا أستطيع المصابرة على المشاكل فترة طويلة من أجل أولادي على الأقل.. أين الخطأ؟ ولماذا قد يربط معظم الأزواج –إلا من رحم الله- أي حركة للزوجة بعد عودتها من زيارة بيت أهلها بتدخل أهلها في حياتها؟

الحل لدى الزوجة..

الأخصائية النفسية أ.د.عايدة صالح تبدأ إجابتها بإلقاء اللوم على الزوجة أولاً! وتقول :”عندما يعطي الزوج زوجته الإذن كي تزور أهلها وتخفف عن نفسها أعباء الحياة اليومية، وتغير روتينها القاتل، وتسعد بالاطمئنان على أمها وأبيها، يرى أنه قدم لها هدية جميلة عليها أن تقابلها بالشكر أو بالمثل، أما عندما تعود من زيارتها تلك غاضبة، أو حزينة، تتأفف من العيشة، ولأي سببٍ كان فإن الترجمة الأولى لهذه التصرفات في عقل الرجل تكون :لم تعد تعجبها حياتها معي”.

وتزيد: “لتصرفات الزوجة في مجتمعنا الشرقي تبعياتٌ كثيرة بالذات إذا كتب عليها القدر أن تعيش في ظل أهل الرجل الذين –إن هو لم ينتبه لتغيرها قد ينبهونه إلا من رحم الله منهم”، معقبةً :”وفي الأصل ألا يكون هناك رابط، لو كان الإنسان يعتمد حسن الظن في الحكم على الأمور، لوجب عليه أن يسأل الزوجة عن سر شعورها بالضيق قبل أن يحكم ويظن السوء بأمها وهو الأمر الذي لا يرضي الله أيضاً”.

وتنصح د.صالح الزوجة (التي ترى أنها صاحبة الحل في هذا الموضوع)، عندما تعود من زيارة بيت أهلها أن تتحكم في انفعالاتها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، سيما فيما يتعلق بعلاقتها بأهل زوجها، مضيفةً :”قبل وصولها بيت زوجها، وأياً كان ما يزعجها، فلتأخذ نفساً عميقاً للغاية، ثم تبتسم ولو تصنّعاً، وتدخل.. ترد تحية الإسلام كاملةً، ثم تتعامل مع ابنائها بهدوء تام، ولو كانت منزعجة من أمرٍ ما فلتخبر زوجها بينها وبينه، حتى لو رأى عليها بعد ذلك تغييراً لا يذهب بفكره بعيداً وتأخذه الظنون إلى حيث افتعال المشكلات”.

وفي سياقٍ آخر، يقول الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله في منع المرأة من زيارة أهلها بأنه “لا يجوز” إذ لا بد من تنظيم الزوج لزوجته زيارةً لأهلها لا تضره ولا يحصل بها قطيعة في الحين نفسه، مضيفاً :”الواجب تمكينها من زيارة أبيها وإخوتها في صلة الرحم، إلا إذا كانت الزيارة يترتب عليها فساد، كأن يكون في بيت أبيها شر أو أن أباها يدعوها إلى منكر، فحينها لا بأس في المنع”.

أما ما دون ذلك، فإن منع المرأة من قطيعة رحمها –إتماماً لحديث الشيخ ابن باز- فهو من قطيعة الرحم ومن العقوق، “كون على المرأة أن تصل أرحامها، وعلى الزوج أن يعينها على ذلك إلا إذا كان في بيت أهلها ما يضر حياتها وأمرها.

المصدر فلسطين اونلاين – الاء ابو عيشة

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.764 - 3.756
دينار أردني
دينار أردني
5.317 - 5.289
يورو
يورو
4.015 - 4.005
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الثلاثاء 23 إبريل، 2024
17º
الصغرى
العظمى
17º