رام الله- رام الله مكس
مع حلول الخريف، يستعد المزارعون والعائلات الفلسطينية التي تمتلك مساحات كبيرة من أشجار الزيتون للبحث عن المعاصر المناسبة لعصر محصولهم الموسمي للحصول على الزيت الذي يدخل في الكثير من وصفات الطعام والعلاج.
لكن المستهلك العادي وقليل الخبرة، قد يقع ضحية جشع بعض التجار الباحثين عن الربح السريع على حساب سذاجة البعض في كيفية شراء زيتٍ صحي وأصلي ذو مذاق استثنائي وغير ممزوج بزيوتٍ نباتية أخرى.
ويُقر صاحب أحد معاصر الزيتون نصر عودة صعوبة تمييز المستهلك العادي للزيت الأصلي عن مثيله المغشوش، فالمواطن لا يُدرك مواصفات الزيت الجيد ليتمكن من تمييزه، لافتًا إلى أن آلاف المطاعم الشعبية تستهلك نحو ألفي طن سنوياً من الزيت المخلوط، والمواطن لا يدرك ذلك، لأنه يفتقد حس التذوق كالمزارع.
ويرى عودة أن حالات غش الزيت تتضاعف في المواسم الأقل انتاجًا؛ مما يدفع بتجار لممارسة الغش عبر الخلط بزيوتٍ نباتية أقل جودة أو استيراد أنواعٍ مجهولة التركيبة من الخارج.
ويُلخص عودة تجربته في تمييز الزيت الجيد من خلال “الرائحة النفاثة وشديدة التركيز للزيت، لكن ذلك يتم خلال فترة شهرين من تاريخ العصر، وإلا فإن الرائحة تبدأ بالتلاشي تقريبًا”.
كما أن كثير من مُحبي الزيت يخطئون حين يعتبرون أن الزيت الأصلي يمكن تميزه حين يكون مائلاً إلى الصُفرة، لكن ميله للاخضرار الممزوج بالاصفرار يصنفه بأنه فائق الجودة.
ويضيف أن الزيت الفائق الجودة يكون ذا مذاقٍ مُر، وكلما اشتدت تلك المرارة فإن ذلك يعني أنه خالٍ من أي إضافات.
وثالثًا، وفق ما يرى صاحب المعصرة، فإن الشعور بحرقة في الحلق في حال تذوق قطرات صغيرة من الزيت، فذلك يعني أن الزيت طازج ولم يُضف له أي منكهات.
وأخيرًا، ينصح عودة الباحثين عن الزيت الأمثل لأطباقهم ألا يبتاعوه في حال انبعثت من الزيت أي رائحة غير الزيتون، إضافةً إلى وجوب شرائه من مصادر موثوقة.
وعن أنواع الزيت، يؤكد أن “السُري” هو الأفضل محليًا، “فهو يتمتع بمذاق ورائحة ولون لا تُقاوم، ثم الـ K 18 الذي يتميز بنقائه الشديد.
وينتهي عودة بالقول إن الفحص المِخبري هو أفضل طريقة لمعرفة الزيت الأصلي.
إذن من يمتلك حس التذوق يُمكنه أن يفوز بزيت زيتون أصلي، ومن لا يملكها فحتمًا “بتروح عليه”.
