على غرار "الفسيخ" و"السماقية" .. تعرف على "البُربارة" في أعياد مسيحيي فلسطين

نشر بتاريخ: 06 ديسمبر، 2016

رام الله مكس

يستعد مسيحيو فلسطين للاحتفال بعيد القديسة بربارة، وهو عيد مسيحي يتم الاحتفال به بشكل خاص بين المسيحيين العرب خاصة في بلاد الشام مساء يومي 3 و4 من كانون الأول كل سنة لدى الطوائف الغربية، وفي السابع عشر منه لدى الطوائف الشرقية.

يتخلل العيد احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية، إذ يخرج الأطفال والشباب مساءً في أزياء تنكرية ويطوفون على بيوت الجيران والأقارب والأصدقاء ويعايدونهم، فيتم إعطاؤهم بعض الحلويات، مع أداء أغانٍ وأناشيد دينية وأهازيج.

وما يميز هذا العيد هو طبق يسمونه “البربارة” وهو العلامة الفارقة في عيدهم المميز على غرار ” الفسيخ” و”السماقية” في أعياد المسلمين في فلسطين، بيد أن الأخيرتين تُعدان وجبتان كاملتان بينما “البربارة” فإنها طبق للتحلية فقط.

وبالنسبة للمكونات الرئيسية لطبق “البربارة” فهي: قمح مسلوق وذرة يتم تقديمهما مع السكر والرمان.

أما اختيار “القمح” كمُكون أساسي لم يكن عبثا.. فالقديسة بربارة عاشت في القرن الخامس للميلاد واعتنقت الديانة المسيحية رغم أنّها كانت تعيش في بيئة وثنية، فقُوومت واضطُهدت بسبب اعتناقها المسيحية، حيث أرادت أسرتها والمحيطون بها أن تبقى وثنية من عبدة الأصنام.

وبسبب اعتناقها المسيحية حُوصرت وسُجنت وحُرم عنها الطعام باستثناء القمح المسلوق الذي كانت تقتات به في فترة حصارها الشديد، لذا فإنّ المسيحيين اليوم في عيد القديسة بربارة يأكلون القمح المسلوق والمضافة له مقادير أخرى.

لكن تلك المكونات قد تزيد أو تختلف حسب عادات كل مدينة .. فبربارة مدينة غزة تتكون من: قمح مقشر، سكر للتحلية، زبيب بدون نوى ذو حب صغير، لوز مقشر، نشاء “كورنفلور” ومكسرات للتجميل .

اما طريقة التحضير فكانت تتم بسلق القمح واضافة كل من اللوز وزبيب ليغلى الجميع، ثم يضاف النشاء المذوب ليغلي من جديد، وتسكب بعد ذلك في طبق وتقدم باردا بعد ان تزين بالمكسرات والقرفة والحلوة وقد يضاف اليها ماء الزهر قبل سكيها في الطبق.

أما بربارة القدس وبيت لحم ورام الله فقد يضاف الى القمح والزبيب القمر دين والجوز المدقوق والشومر المطحون وحب اليانسون وعيدان القرفة وحب الجاص والمشمش المجفف.

تشبه البربارة المسلوقية أو السنُونِية التي تصنع للأطفال اللذين بدأت أسنانهم الأولى بالظهور مع اختلف بسيط في مكوناتها وطريقة تحضيرها، ومن الاغاني الشعبية الفلسطينية التي عرفت بهذه المناسبة:

يا جارة طِلِع سِنو

خبّي خبزاتك عنُّو

دادي يا قرين الفول

دادي حمّص مبلول

دادي يالله يا الله

دادي ياما شاء الله

البربارة ليس طعما حلوا فقط بل من الاطباق الغنية بالمواد الغذائية المفيدة فالقمح والحليب عنصران غنيان بالفيتامينات والكالسيوم وفوائد أخرى:

غنيّة جدًّا بالألياف الغذائيّة الموجودة في القمح الكامل، الفواكه المجفّفة، الجوز واللوز تخفّض الألياف الغذائيّة الموجودة في البربارة من مستوى الكولسترول السيءLDL Cholesterol في الجسم، وتحمي من تصلّب وتضيّق الشرايين تحمي البربارة من الإمساك بسبب الكمية العالية نسبيا من الألياف الغذائية الموجودة في القمح، الفواكه، والمكسرات تحتوي على قيمة غذائية عالية بسبب كمّية الفيتامينات والأملاح المعدنية الكبيرة التي تحتويها تساعد على التحكّم بالوزن بسبب الشعور بالشبع الذي يُرافق الوجبات الغنيّة بالألياف الغذائية، إضافةً إلى الوقت الأطول التي تتطلّبه هذه الوجبات في المضغ والهضم تُساعد على توازن ضغط الدم، حيث أنها منخفضة بمعدن الصوديوم وغنية بالألياف الغذائيّة الذي تحتويه تخفّض من احتمالات الإصابة بسرطان القولون بفضل ألياف القمح والفواكه تُقلّل من احتمالات الإصابة بمرض السكّري، حيث أنّ الكمّية العالية من الألياف الغذائيّة الموجودة في البربارة ترفع من حساسيّة الجسم للأنسولين.