الأربعاء:
2024-04-17

حيدر جمال.. "فيلسوف روسي" حزنت فلسطين على رحيله

نشر بتاريخ: 19 ديسمبر، 2016
حيدر جمال.. "فيلسوف روسي" حزنت فلسطين على رحيله

رام الله- رام الله مكس

لم تمنعه “روسيته” أن يكون فلسطينيا حد الهيام، رفض الطائفية ومقتها، عُد أحد أهم أعلام المسلمين في روسيا، وفيلسوفا بارعا في التعبير عن الدين الإسلامي بلغته العميقة والقوية، لم يترك منصة إعلامية إلا ودافع من خلالها عن قضية القدس وفلسطين.  

المفكر الروسي المسلم حيدر جمال (غايدار جاخيدوفيتش جمال)، ذو الأصول الأذرية، ولد في العاصمة الروسية – موسكو، في 6 تشرين الثاني من العام 1947، لدى أسرة مسلمة لأب من أصل “أذري” وأم روسية، ليصهر هذا الخليط في العمق الحقيقي لكنه الإسلام.

كونت لديه تنشأته فكره الرافض للتمييز على أساس العرق أو الدين، “فرفض أن يكون شيعيا، كما رفض أن يكون سنيا”، ويقول “أمقت بشدة هذا التقسيم الطائفي والمذهبي بين المسلمين، وأدعو فقط للإسلام الموحد والوحدة الإسلامية والعبودية لله وحده”.  ولعل كتابه “تحرير الإسلام”، الذي دحض من خلاله كل محاولات التشويه المتعمد للإسلام، ومحاولة إلصاق تهم الإرهاب والإجرام والقتل به، قد عبر عن شخصية الفيلسوف “جمال”، وكشفت عن مدى اتساع مداركه ونظرته الثاقبة، لينصب نفسه من خلال حروفه وعباراته كواحد من  أشد المدافعين عن الإسلام في روسيا.

فلسطين الأيقونة كانت فلسطين هي الأيقونة التي ينطلق منها “جمال”، فهي القضية التي تمثل أكبر مظلومية في تاريخ البشرية بنظره، فكان هو محاميها والمدافع الشرس عنها في روسيا، فالتصقت به لأنها أحبته، وحزنت أيما حزن عند وداعه، فقالوا عنه “الفلسطيني الروسي” و”صديق الفلسطينيين” وغيرها من الألقاب، بعدما كان حاضرا في جميع المناسبات والمسيرات والاعتصامات والحفلات التي تتعلق بفلسطين ومناهضة الاحتلال الصهيوني وفضح سياساته.

دعم صاحب “العينان الجاحظتان” بشدة  إنشاء محكمة دولية جنائية لمحاكمة “إسرائيل” على جرائمها، لأنه يعدها دولة فاشية، ويعلق على ذلك: “إسرائيل حولت قضية محرقة اليهود إلى مسلمات دينية، بالاعتماد على اللوبيات اليهودية، وخصوصا في الدول الأوروبية، تلاحق أولئك الذين يحاولون البحث في تاريخ هذه القضية، وفي الوقت نفسه تقوم بأبشع من ذلك، حيث تنفذ محرقة وإبادة جماعية ضد الفلسطينيين”.    

لم ينفصل في مبدائه عن دفاعه عن الحقوق المجتمعية، فقد ترأس اللجنة الإسلامية الروسية، وكان رئيسا مشاركا وعضو في الهيئة الرئاسية للحركة الاجتماعية لعموم روسيا “التراث الإسلامي الروسي”، وعضوا دائما في منظمة المؤتمر القومي العربي الإسلامي، كما يعد أحد مؤسسي وعضو المجلس التنسيقي لجبهة اليسار الروسية، وكان نائبا في الجمعية الوطنية للاتحاد الروسي. كانت فلسطين هي الأيقونة التي ينطلق منها “جمال”، فهي القضية التي تمثل أكبر مظلومية في تاريخ البشرية بنظره، فكان هو محاميها والمدافع الشرس عنها 

عمل “جمال” خلال حياته في مجالات كثيرة ودرس اللغات الشرقية، ودرّسَ اللغات الأجنبة، وكان فاعلا وناشطا في مجال الدعوة الإسلامية، وفي مطلع التسعينيات (1990) كان أحد المشاركين في تأسيس حزب النهضة الإسلامي في مدينة استرخان الروسية، وشغل حينها منصب نائب الرئيس، وفي نفس العام، أنشأ مركز معلومات مستقلا، ومنحة اسم “توحيد”، ومنذ العام 1991 وحتى 1993 أصدر جريدة “الوحدة”، ومنذ عام 1993 بدأ يصدر مجلة “التوحيد” باللغة الروسية.  

وفي الفترة من 1993 وحتى 1996، قدم “جمال” برامج إسلامية في محطات التلفزيون الروسية، كما أشرف على إدارة القسم الإسلامي في برنامج “الآن” على القناة الروسية الأولى، وبرنامج “السور القرآنية” على القناة الثقافية، وكذلك برنامج “ألف يوم ويوم” على قناة “ار تي ار” الروسية (RTR).

نعته حركة حماس، وقد رحل عن عمر يناهز (69 عاما)، ووصفته بالمناصر للقضية الفلسطينية والمدافع الصلب عنها في وسائل الإعلام الروسية، وقالت إن “جمال”: “ساهم في بناء فكرة وسطية عن الإسلام في روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق بعد انهياره، وتمكين الناس من حرية التعبير والدعوة إلى الأديان”. 

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.752 - 3.747
دينار أردني
دينار أردني
5.300 - 5.278
يورو
يورو
3.981 - 3.974
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.077
الأربعاء 17 إبريل، 2024
الصغرى
العظمى
17º