الجمعة:
2024-03-29
17º

الأمّ التي أبكتني! بقلم: الصحفي رامي معالي

نشر بتاريخ: 06 مارس، 2017
الأمّ التي أبكتني! بقلم: الصحفي رامي معالي
رام الله مكس
خلال عملي المكتبي عادة ما اضع السماعات على اذني وأبدأ بسماع الاغاني الشعبية الفلسطينية، انتهى مقطع المحاورة الزجلية الحامية التي زادتني حماساً أكثر، وانتقل اليوتيوب تلقائياً الى مقطع اخر يروي قصة “زريف الطول” ويعرض مشاهد من مسلسل التغريبة الفلسطينية وما جرى لحسن وجميلة، ورغم أن الرصاصة التي وجّهت لجميلة كانت مشهد تمثيلي إلّا أن حماسي من المحاورة الزجلية قد تحوّل الى حزن على ما تتعرض له المرأة العربية من اضطهاد وإن كان اليوم أقل من الماضي.
الصحفي “رامي معالي”
 
انتهى مقطع زريف الطول وفجأة تسلل الى مسمعي بصوت خافت “زغردي يا ام الشهيد زغردي .. وانطري هالموسم لو انه يطول”، وإذ بصورة والدة الشهيد علاء الصباغ احد قادة معركة مخيم جنين، وهي تروي ما حدث مع علاء والدموع تبلل وجهها، ينخفض الصوت ويضع مُعد المقطع المجرم فيديو ارشيفي لأم علاء وهي تلقي بنفسها على جثته في المستشفى لحظة استشهاده وتقول: ” وزياد وزياد يما خليتو لمين”، زياد هو اسم نجل علاء وقد أسماه بهذا الاسم تخليداً لصديقه الشهيد زياد العامر.
 
ينتظر معد المقطع ام علاء حين تقول: “يا حبيبي يما”، ثم يرفع صوت الاغنية: “زغردي يا ام الشهيد و زغردي.. دونك الزيتونة ع سفح الجبل” .
تحول حزني على اضطهاد المرأة العربية الى حزن أقسى على اضطهاد ووجع لا يمكن وصفه في العالم، أتتخيلون ماذا يعني أن تزغرد أم على فقدان نجلها؟ أن تقول بكل بساطة: “الله يعفي عنه هو بالجنة؟ “، بربكم من يتذكر علاء والآلاف كعلاء الذين استشهدوا حتى اليوم غير أمهاتهم؟.
 
انتهى المقطع وأغلقت يوتيوب وأشعلت سيجارة وأنا أنظر الى سقف مكتبي، وأقسم بدم علاء لم أتمالك نفسي من شدة البكاء عليه وعلى ما وصلنا له!
أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.691 - 3.689
دينار أردني
دينار أردني
5.214 - 5.196
يورو
يورو
3.994 - 3.990
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.078 - 0.078
الجمعة 29 مارس، 2024
17º
الصغرى
العظمى
17º