رام الله مكس – تقرير ياسمين عياد
مع بداية الإضراب الذي قام به الأسير المناضل مروان برغوثي الذي شارك معه أكثر من 1500 أسير غزا نوع تحدي جديد صفحات المواقع الإلكترونية, سمي هذا التحدي بتحدي مي و ملح الذي يقوم به الفرد بالتحدث عن سبب هذا التحدي و عن الإضراب عن الطعام ثم يشرب كأس من الماء و الملح ثم يقوم الشخص بعد شرب الكأس بتحدي عدد من أصدقائه ليقوموا بالتحد, و هذا التحدي يشبه تحدي سطل الثلج الذي كان يهدف لنشر الوعي عن مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) في عام 2014.
و بالفعل مثل تحدي سطل الثلج, نال تحدي ماء و ملح اهتمام كبير من جمهور المواقع الإلكترونية, لدرجة أن قام بعض المشاهير المهمة في الوطن العربي و الغربي بهذا التحدي منهم, المغني الفلسطيني محمد عساف و الفائز بلقب أراب أيدول الفلسطيني يعقوب شاهين و غيرهم من المشاهير.
و يقال أن ابن الأسير مروان البرغوثي, قاسم البرغوثي هو من بدأ هذا التحدي دعما لأبيه.
رغم كل هذه الضجة على هذا التحدي, إلا أن أراء الناس المحليين تختلف ن شخص لأخر, و خاصة في جامعة بيرزيت فسألت بعض الأساتذة و الطلبة و كانت الأجوبة متنوعة من مؤيد لناقد لهذا التحدي.
من المؤيدين
كان الدكتور محمد أبو الرب أستاذ مادة الحاسوب للأغراض الصحافية مؤيد لهذا التحدي, فقال أنه نوع جديد من التضامن مع الأسرى و نوع جديد و معاصر لنشر الوعي عن وضع الأسرى. و قال بأنه مفيد باللغة الأجنبية أكثر من العربية لأنه بالأجنبية ينتشر للعديد من الناس في الغرب, فأدى انتشاره بالأجنبية لجذب أشخاص من الخارج للقيام بالتحدي.
و بقيام الأجانب التحدي يظهر أن التحدي نجح بإيصال الفكرة الرئيسية من شرب الماء و الملح و نجح بإظهار وضع الأسرى بسجون الاحتلال و أن بقيامهم للتحدي يبين أن من الممكن أن الغرب بدأ يتعرف على قضيتنا بشكل أفضل و بقضية الأسرى المضربين بالأخص.
مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي قاموا بتحدي الماء و الملح…
فقامت الطالبة تالين ناصر التي لديها أكثر من 20 ألف متابع على كل من الفيسبوك و الإنستاغرام, بتحدي الماء و الملح مبينة في الفيديو أهمية هذا التحدي بأنه مساعد جدا للأسرى و أنه أقل شيء ممكن ان نعمله لمساعدة الأسرى المضربين, و وضحت قائلة أن هذا التحدي مهم لنشر للعالم قضية الأسرى و قضيتنا الفلسطينية أيضا.
و أجابة عن سؤالي, ” ما كانت ردت فعل متابعينك؟” أجابت أن كانت الردود الإيجابية أكثر من الردود السلبية, فكان معظمهم مؤيد لهذا التحدي و يعتبروه أنه مهم لنشر الوضع السياسي في البلد للخارج, أما الردود السلبية فكانت تقول أن هذا التحدي تافه و غير مساعد و أنه فقط تقليد للخارج.
كما و أفصحت طالبة القانون الدولي شهد قدورة إعجابها بالتحدي, و قالت أن كيف تخصصها يهتم كيف الشعوب ترى العالم و كيف ممكن تؤثر هذه الشعوب على وضع العالم.
و أوضحت كيف أن أهمية هذا التحدي هو لتأييد حقوق الأسرى و لإعطائهم أبسط حقوقهم و أن الهدف من هذا التحدي هو تعرف الشعوب الأخرى بوضع الأسرى المضربين و لمساعدتهم و ليس الهدف للتحدث عن القضية الفلسطينية لأن القضية موضوع معقد أكثر من موضوع الأسرى, فالهدف من هذا التحدي, هدف واحد وهو التضامن مع الأسرى و مساعدتهم.
و كانت إجابة طالبة القانون يارا راجحة في المنتصف حيث أنها مع و ضد تحدي الماء و الملح,فهي مع كونه نوع من التضامن مع الأسرى المضربين و معاناة و عذاب, و أن الناس مهتمين بحال الأسرى و يحاولوا مساعدتهم بكل الطرق الممكنة, و يحاولوا أن يشعروا بما يمر به الأسير المضرب من معاناة و عذاب.
وللأسف الشديد ثقافتنا العامة عبارة عن شكل يلغي المحتوى…
هذا ما قاله الدكتور عبد الرحمن سميح عبد الرحمن إبراهيم, رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة عند الإفصاح عن رأيه بتحدي الماء و الملح.
فقال أنه يفيد بشكل هامش الأسرى المضربين و قضيتهم و أنه تقليد لتحدي سطل الثلج, و يعتقد أن لو ذهبوا المتضامنين لنوع أخر من التضامن بدل شرب الماء و الملح الذي يعد مضر لصحة الأشخاص غير المضربين, لأن كأس الماء و الملح يضر كلى الشخص الطبيعي و أنها لا تفيده كما تفيد الشخص المضربين عن الطعام, و يكمل بالقول أن في الفيديوهات لا يوضحوا الأشخاص الفكرة الأساسية لشرب الماء و الملح و ان التحدي هو فقط تقليد للمجتمع الغربي.
تختلف أراء الناس من شخص لأخر عن هذا التحدي, فهنالك من يؤيد و يعتبر التحدي شيء إيجابي لمساعدة الأسرى, و هنالك من يعارض هذا التحدي و يصفه بشيء تافه و لا معنى له.
لكن بالنهاية يظل الأسير المضرب هو الأهم, فهو من يعاني لأجل أبسط حقوقه, حقوقه التي نحن نستخف بها فليكن الله مع جميع الأسرى و النصر القريب لهم, فإنهم لأبطالا أحرار.
