رام الله مكس – سلفيت – كتب تيسير اسماعيل صالح
ولد الشهيد سبأ نضال عبيد في بلدة سلفيت لعائلة مهجرة من أراضي فلسطين المحتلة 1948. العائلة مكونة من خمسة أفراد ولدين وثلاث بنات . كان الشهيد يعمل في مجال غسيل المركبات .
و برغم صغر سنه كان يجمع القرش على القرش لبناء وتشيد منزلا لأسرته.
عاصر الشهيد انتفاضة الاقصى طفلا,وشارك في التضامن مع إضراب الأسرى الاخير شابا من أول يوم وكان لا يترك مظاهرة أو تجمعا إلا كان في مقدمة الصفوف.
كان مبادرا في العمل الوطني بكل أشكاله .سواء بالتظاهر السلمي أو بالمشاركة في المسيرات الوطنية…أو حتى بالاشتباك المباشر مع الاحتلال.
غادر الشهيد منزله مودعا والدته وأهله وكان قد عرض على والدته مقطع فيديو على هاتفه المحمول وقال لها هذه مسيرة لشهيد. فإن غبت وغادرت هذه الدنيا شهيدا ,فلا تبكي ولا تذرفي الدموع على فراقي..فإنني سوف أكون في جوار رب العزة وسأبني لكم قصرا في الجنة .
توجه في يوم استشهاده للمشاركة في مظاهرة لمناصرة الأسرى في بلدة النبي صالح التي تبعد عن سلفيت اكثر من 18 كيلو متر,إلا أنه كان دائما ملبيا لنداء التضامن مع الأسرى أينما كان ,وحصلت مواجهات ضارية في ذلك المساء بين قوات الاحتلال والشبان…وكان الشهيد يتصدر المواجهة…ويقودها ضد قوات الاحتلال,فأطلق عليه قناص رصاصه..اصابته في مقتل في صدره الطاهر فنقل على أثرها الى مشفى الشهيد ياسر عرفات وهو يقول سلموا ع امي,ما قدرت أحقق حلمها,لكن حققت حلمها في بناء منزل لها في الجنة,وانتقل الشهيد الى جوار ربه, وخرجت سلفيت عن بكرة أبيها في وداعه الأخير,في وداع سيد الشهداء.
أما حلمه الذي وعد به أمه في بناء منزل جديد للعائلة…حققته لجنة الاعمار من ابناء سلفيت …و إقليم حركة فتح في المدينة .وبمشاركة البلدية وكل مؤسسات المدينة المحلية.
وها هم أهل الخير في المدينة ييتبرعون لبناء منزل لعائلة الشهيد..وها هي الخطوات الأولى بدأت بتبرع بلدية سلفيت بقطعة الأرض,و بالمخطط لهذا المنزل,وبمشاركة من اعضاء البلدية وموظفيها,حيث تبرع كل عضو بلدية وموظف في هذه البلدية لصالح بناء هذا المنزل.
وكانت هذه المبادره من مبادرات الخير للشهيد وذويه..وتعد هذه المشاركة الاكبر في الوطن ببناء منزل لعائلة شهيد بمشاركة المجتمع المحلي بكل أطيافه ومؤسساته وبدعم ورعاية حركة فتح ولسان حالهم يقول :نم قرير العين شهيد النخوة والتضامن مع الأسرى فنحن نكمل لك الحلم .
