رام الله مكس-وكالات:
تنتابنا جميعاً هواجس متعلقة بقوام الفضلات التي تخرج منّا، ولكن هل حاول أي منّا التحقق مما قد يعنيه الشكل الذي تخرج به تلك العينة؟
فوجود الدماء في عينة الفضلات يعدّ إشارة على احتمال الإصابة بسرطان القولون، لكن التغير في قوام الفضلات قد يعني احتمال وجود شيء مقلق على وشك الحدوث، وفق تقرير نشرته صحيفة “دايلي ميل” البريطانية. والآن توصل الخبراء إلى خريطة توضح متى تكون عينة الفضلات سليمة، ومتى ينبغي القلق بشأنها.
يعتبر سرطان القولون ثالث أشهر مرض سرطان على مستوى العالم، حيث أشارت إحصاءات إلى إصابة 1،4 مليون شخص في عام 2012، وهو أحدث إحصاء متعلق بالمرض. بيد أن بحثاً جديداً اكتشف أن كثيراً من الأشخاص يمتنعون عن الحديث عن عاداتهم المتعلقة بتلبية نداء الطبيعة.
وقد أظهر البحث أن نصف عدد العينة التي خضعت للمسح فقط هم الذين ربما يتحدثون مع عائلاتهم عن الأمر، وقليل من ذلك العدد قد يتحدثون مع أصدقائهم. وتمكّن آش غوبتا، استشاري سرطان القولون، من رسم خريطة بالتعاون مع عيادة “رامسي هيلث كير” الخاصة بالمملكة المتحدة، بهدف التوعية بالأعراض المتعلقة بالمرض.
وتقلّ فرصة نجاة الأشخاص الذين أوضح التشخيص أنهم في مراحل متأخرة من المرض عن 10 %، حيث ينحصر احتمال نجاتهم في أنهم سوف يعيشون لأكثر من 5 سنوات. لكنّ فرص النجاة قد تزيد بشكل ملحوظ حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
مصير يمكن تجنبه
يقول غوبتا إن الشيء الأكثر إحباطاً المتعلق بهذا المرض القاتل يكمن في أن كثيراً من الوفيات التي تحدث كان يمكن الوقاية منها. وأضاف قائلاً “الشيء الأصعب الذي ينبغي علي التعامل معه باعتباري استشاري أمراض سرطان القولون هو أن كثيراً من تلك الوفيات نحن في غنى عنها”. وأوضح غوبتا “في حقيقة الأمر أكثر من 90% من الأشخاص الذين وصلوا إلى مراحل متأخرة من المرض كان ثمة احتمال لشفائهم إن اكتُشف المرض في مراحله الأولى، أو في بدايته”.
ومع هذا فإن الإشارات التحذيرية المتعلقة بهذا المرض يمكن في أغلب الأحوال اكتشافها بوضوح في عينة الفضلات.
ألوان الخريطة
وقد صممت هذه الخريطة كي تصبح دليلاً يسيراً للتحقق من الأعراض المحتملة. حيث توضح أمثلة على عينات الفضلات السليمة، كما تنصح الأشخاص بالتحقق من أي تغيير يطرأ عليها، خاصة تلك التي تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع. فعينة الفضلات التي تبدو داكنة، أو تشبه لون القطران، تعطي إشارة إلى احتمال الإصابة بالمرض وتنصح المريض باستشارة الطبيب في الحال.
ويقول غوبتا “إن استمر التغير الذي طرأ على الهيئة المعتادة للفضلات لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو في حالة ملاحظة دماء في العينة، ينبغي عليك استشارة الطبيب في الحال”.
ووجه الخبير نصيحته قائلاً “يمكن تفهم كم تبدو مناقشة أعراض الفضلات محرجةً في كثير من الأحيان، وقد يتجنب الأشخاص الحديث عنها، ومع هذا فإن متابعة الأمر والتحقق منه يعد أمراً شديد الأهمية، فضلاً عن بدء العلاج في المراحل الأولى للمرض من أجل الشفاء منه”. وأضاف قائلاً “إن لاحظت وجود دماء في الفضلات أو كان قوامه سائلاً أو في حال تكررت مرات التغوط عن المعتاد، فثمة بعض التحاليل التي يجب القيام بها”.
واختتم غوبتا قوله “ثمة تحليل طبي يسمى منظار القولون، أو حتى تحليل الأشعة السينية للقولون، يمكننا الاستعانة به من أجل التشخيص، وفي الوقت نفسه ربما يساعد هذا التحليل في معالجة الأورام الحميدة بمراحلها الأولى”.
وتزداد حالات الإصابة بمرض سرطان القولون بين متوسطات الأعمار الأعلى. فحوالي 40% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 50-55 قد يعانون من وجود أورام حميدة بالأمعاء. وسوف يتطور المرض لدى 10% فقط ليتحول إلى سرطان إن لم تُستأصل تلك الأورام الحميدة، وهنا تكمن الخطورة.
وتكمن الطريقة الأكثر نجاعة من أجل تقليص خطورة الإصابة بسرطان القولون في التحقق من الأعراض المتعلقة بالمرض والخضوع لبرامج الفحص إن تطلب الأمر ذلك. في الوقت نفسه، لا يخضع لمثل هذه الفحوصات سوى 50% من الأشخاص، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح بلا أي داعٍ، وذلك حسبما يقول الخبراء.
وأظهرت دراسات أنه في نصف الحالات المصابة كان من الممكن منع الإصابة بالمرض إن اتبع المرضى أساليب صحية في تناول الطعام والشراب، والمحافظة على اتباع التمارين الرياضية، فضلاً عن الحفاظ على وزنهم المثالي. كما تشير الدراسات إلى أن 54% من حالات الإصابة بسرطان القولون حدثت في الدول المتقدمة.
مرض رجالي
وتبلغ أعمار حوالي 90% من مصابي سرطان القولون أكثر من 50 عاماً، كما أن المرض يصيب الرجال أكثر من النساء. ويزيد خطر الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين تحتل اللحوم الحمراء جزءاً كبيراً من نظامهم الغذائي بينما تقل عندهم نسبة تناول الخضروات والألياف، وذلك حسب التاريخ العائلي للمرض.