رام الله مكس - اختلفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإسرائيل بشأن التصعيد الأخير بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في القدس، مع مطالبة الإسرائيليين البيت الأبيض بعدم التدخل، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وشكلت الأحداث الأخيرة أول أزمة بين إسرائيل والفلسطينيين كان على إدارة بايدن التعامل معها.
وطوال أربع سنوات امتنعت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن التنديد بأعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، ولكن بايدن الذي لا يعتبر الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي أولوية بين قضايا السياسة الخارجية الأخرى، سارع الى دعوة اسرائيل الى ضبط النفس
وأصيب حوالي 330 فلسطينياً خلال اشتباكات مع شرطة الاحتلال اليوم الاثنين في المسجد الأقصى، ونقل 153 منهم إلى المستشفى.
وكانت إدارة بايدن تراقب التصعيد في القدس في الأيام الأخيرة، وأعربت عن مخاوفها في السر والعلن.
ورغم تعامل وزارة الخارجية الأميركية بشكل أساسي مع هذه القضية، لم يأخذ البيت الأبيض رأيها يوم الأحد عندما اتصل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بنظيره الإسرائيلي مائير بن شبات.
وأعلن البيت الأبيض أنَّ سوليفان أعرب عن مخاوف بشأن التوترات في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حيث يواجه 300 فلسطيني خطر التهجير من منازلهم.
وأضاف أنَّ الأخير حض "الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء خلال احتفالات يوم القدس" التي تقام يوم الاثنين.
وبدت اللغة المستخدمة في ملخص البيت الأبيض معتدلة إلى حد كبير، إلا أنَّ الإسرائيليين ردوا بنسختهم الخاصة التي أعطت انطباعاً بأن المحادثة كانت أكثر حدة.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون أنَّ بن شبات أبلغ سوليفان خلال المكالمة الهاتفية أنَّ على إدارة بايدن والمجتمع الدولي الابتعاد عن الأزمة في القدس، وتجنب الضغط على إسرائيل.
ونسب مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثة إلى بن شبات قوله إنَّ التدخل الدولي مكافأة للمخربين الفلسطينيين ومن يدعمهم، ومن يسعى وراء ضغوط دولية على إسرائيل، وأن الأخيرة تتعامل مع الأحداث في القدس "من موقع سيادة ومسؤولية بغض النظر عن الاستفزازات الفلسطينية".
وذكر أنَّ مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أبلغ إلى نظيره الأميركي أنَّه إذا أرادت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي المساعدة في استعادة الهدوء، فعليهما الضغط على العناصر المحرضة من الجانب الفلسطيني.
وقال البيت الأبيض إنَّ سوليفان أكد لبن شبات أن الولايات المتحدة ستظل منخرطة بالكامل في الأيام المقبلة، لتحقيق الهدوء في القدس.
وينعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جلسة مغلقة في وقت لاحق الاثنين، للحصول على آخر مستجدات التصعيد في القدس.
ولم يبد البيت الأبيض اهتماماً في بذل الكثير من الجهد السياسي والوقت على القضية، وتجنب الخلاف مع إسرائيل بشأن الصراع الفلسطيني.
إلا أنَّ تصاعد الأزمة في القدس في نهاية الأسبوع دفعت الكثير من أعضاء الكونغرس والمنظمات التقدمية إلى النظر في القضية والمطالبة بتدخل البيت الأبيض.
