رام الله مكس
مع الانتشار الهائل لمواقع السوشيال ميديا تشهد الصحافة ووسائل الإعلام تحولات جذرية، حيث لم تعد المعلومة مقتصرة على الأجهزة التقليدية والصحف الورقية. بل أصبحت الأخبار والمعلومات تنتشر بسرعة فائقة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويقول صانع المحتوى والمؤثر الاجتماعي علي حسين حيث يمتلك كل فرد القدرة على نشر الأخبار والتعبير عن آرائه بشكل فوري وعلى نطاق واسع.
تزايدت هذه الظاهرة بما يمثل تحديًا جديدًا للإعلام التقليدي، ومعها تساؤلات عميقة حول مستقبل الصحافة ودورها في صنع الرأي العام في القرن الحادي والعشرين.
ويشير علي حسين ان التعايش بين الإعلام التقليدي والرقمي مطلوب، معتبرين أن هذا التعايش يمثل انفتاحًا حقيقيًا على الأسس الجديدة لإنتاج إعلام جيد مع التمسك بالمعايير الصحافية للخبر.
وفيما يتعلق بالإعلام الحديث، يرون أنه يشهد ثورة، والثورة دائمًا ما تكون لها ضحايا، مؤكدين أن الأمور ستستقر في النهاية وسيعود الناس إلى الإعلام الذي يعتمد على المستوى والأداء المختلفين، المستندين إلى الأسس التقليدية في نشر الأخبار والتعليق عليها.
وعلى الرغم من تحول الوسائل إلى الإعلام الرقمي، فإن مبادئ وأسس التعامل مع الأخبار والمقالات والتحقيقات لن تتغير. التسرع في نقل المعلومات والأخبار الكاذبة سيزول مع مرور الوقت، ويضيف علي حسين ومواجهة الأخبار الكاذبة تتطلب تعزيز دور المؤسسات الإعلامية الجيدة وفتح الأبواب أكثر للمتلقين ليثقوا بوسائل إعلامهم.
فهناك تحولًا لافتًا من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الحديث. الصحف الورقية بات لديها مواقع إلكترونية ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التأقلم مع النقلة الحديثة للإعلام. السبّاقون في استخدام تويتر كان لهم أسلوب مميز وسبقوا الإعلام التقليدي، ولكن بعض الشخصيات الإعلامية التقليدية الكبيرة لم تنجح في تحقيق نفس النجاح على السوشيال ميديا لأنهم لم يغيروا أسلوب الكتابة.
يوضح علي حسين مواقع التواصل الاجتماعي تمتلك أسلوبًا مختلفًا تمامًا في لغة الخطاب، حيث يعتمد على الإيضاح والسهولة في مخاطبة الناس. الآلاف من المتابعين على منصات التواصل لا يفهمون الأسلوب التقليدي بل ينساقون وراء الأسلوب المباشر والسهل الممتنع. يعتقد بعض الخبراء أن منصات التواصل الاجتماعي أفرزت مبدعين وطاقات لم تكن لتظهر في الإعلام التقليدي بسبب محدودية الوسائل وسقف التعبير، مطالبين الصحافيين بتغيير أسلوبهم ليتناسب مع مستخدمي "سوشيال ميديا".
وتواجه وسائل الإعلام التقليدي والرقمي تحديات كبيرة، إلا أن الغلبة ستكون بلا شك للإعلام الرقمي. يجب أن نكون واقعيين، فالتغيرات اليوم في صالح الإعلام الرقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا رئيسًا في العمل الإعلامي. ويوضح علي حسين الملقب ب أوكستر يجب التعايش مع هذه الوسائل والاستفادة منها بعد التحقق والبحث الدقيق قبل النشر. اكتساب القدرة على التمييز بين الأخبار الصحيحة والمضللة في هذه المرحلة مهم جدًا، ويجب على الصحافيين ووسائل الإعلام أن يكونوا قادرين على التفريق بين الموجودين على السوشيال ميديا، إذ تختلف الحسابات المعتمدة للأشخاص الموثوقين عن الحسابات صاحبة الأسماء المستعارة.
ويظهر بوضوح أن عصر السوشيال ميديا لم يأتِ ليحل محل الإعلام التقليدي يشير علي حسين ، بل لإضافة بُعد جديد وتحديات جديدة. فالتعامل مع الأخبار والمعلومات بشكل سريع ومباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي يتطلب من الصحافيين والإعلاميين القدرة على التكيف والابتكار، مع المحافظة على المعايير الأخلاقية والمهنية. لذا، يبقى التوازن بين الإعلام التقليدي والرقمي ضروريًا لتقديم محتوى إعلامي جيد وموثوق به، يلبي حاجات وتطلعات الجمهور في هذا العصر التكنولوجي المتقدم.