رام الله مكس- أعلنت السلطات الصحية في نيويورك تنفيذ "القتل الرحيم" بحق السنجاب الرمادي الشهير "بينات"، الذي حاز شعبية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وجاء القرار بعد مصادرته على خلفية مخاوف صحية من احتمال إصابته بداء الكلب، مما أثار جدلا واسعا بين المتابعين الذين أعربوا عن استيائهم لفقدانهم "بينات"، الذي عرف بحركاته الظريفة وعلاقته الخاصة مع صاحبه مارك لونغو.
أوضحت إدارة الحفاظ على البيئة في نيويورك أن "بينات"، الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، تمت مصادرته من منزل صاحبه بعد تلقي شكاوى مجهولة. وقامت السلطات بتنفيذ القتل الرحيم على السنجاب عقب إجراء اختبارات للكشف عن داء الكلب، خصوصا بعد تعرض شخص لعضة من قبل "بينات". وقد نصحت الإدارة أي شخص تفاعل مع السنجاب بمراجعة الطبيب كإجراء وقائي.
وبذلك انتهت رحلة "بينَات" مع النجومية على إنستغرام، إذ سيُحرم متابعوه الذين بلغ عددهم أكثر من 600 ألف من الاستمتاع بإطلالته الظريفة.
ووسط أجواء من الحزن، كتب مارك لونغو منشورا مؤثرا عبر حسابه على إنستغرام ينعي فيه صديقه الصغير، إذ قال:
"ارقد في سلام يا أعز أصدقائي. أشكرك على أفضل 7 سنوات في حياتي. أشكرك على جلب كثير من الفرح لنا وللعالم. أنا آسف لأنني خذلتك، ولكن أشكرك على كل شيء".
قتل "بينات" أثار حزنا وغضبا كبيرين لدى متابعيه، إذ تفاعل الآلاف مع منشورات تخلد ذكراه وتطالب بالعدالة له. وتعاطف كثيرون مع لونغو، معبرين عن استيائهم من تدخل السلطات الذي انتهى بقتل السنجاب. وانتشرت تغريدات وصور تعبر عن رفض المتابعين لهذا القرار، مع مطالبات باتخاذ إجراءات قانونية لحماية الحيوانات الأليفة في مثل هذه الحالات.
وافتتح لونغو وزوجته دانييلا ملجأ أطلقا عليه اسم "بيناتس فريدوم" في أبريل/نيسان 2023، وهو مأوى يضم نحو 300 حيوان، منها الخيول واللاما والماعز، حيث كانا يعملان على توفير مأوى آمن ورعاية للحيوانات المختلفة.
وأوضح لونغو أنه كان بصدد الحصول على شهادة تعترف بـ"بينات" على أنه حيوان تعليمي، إلا أن إجراءات المصادرة والقتل الرحيم حالت دون تحقيق هذا الهدف.
الموت الرحيم للحيوانات
وعادة ما يُستخدم الموت الرحيم للحيوانات التي تعاني أمراضا أو إصابات غير قابلة للعلاج بهدف تخفيف معاناتها. لكن قرارات تنفيذ هذا الإجراء تثير جدلا واسعا، خاصة إذا كان الحيوان غير مصاب بمرض ظاهر.
ويرى بعض النشطاء أن قرار الموت الرحيم يجب أن يكون مدروسا، مع أخذ جميع الخيارات الأخرى بعين الاعتبار، مما يجعل من قضية "بينات" موضوعا للنقاش حول حقوق الحيوان وضرورة الحماية القانونية للحيوانات الأليفة من الإجراءات التعسفية.