الأحد:
2024-04-28

20 يوماً من المطاردة.. هكذا تبحث "إسرائيل" عن منفذ "بركان"

نشر بتاريخ: 27 أكتوبر، 2018
20 يوماً من المطاردة.. هكذا تبحث "إسرائيل" عن منفذ "بركان"

رام الله – رام الله مكس بعد 20 يوما من مطاردة الشاب أشرف نعالوة منفذ عملية مستوطنة “بركان” ، وحملات الاعتقال الواسعة التي شنها الاحتلال “الإسرائيلي” والمداهمات المسعورة للبيوت في مدينتي طولكرم وقلقيلية، بالضفة المحتلة؛ ظنا من جهاز “شاباك” والجيش أن في هذه المنطقة حلقة ضائعة إن عثروا عليها قد توصلهم لمنفذ العملية.

وتناقل الإعلام العبري حديث المحللين الأمنيين والسياسيين الإسرائيليين، حول تحركات الجيش والشاباك في الوصول لمنفذ عملية بركان، واستخدام وسائل وتقنيات حديثة والاعتماد على عنصر الجواسيس في هذا الأمر، بالإضافة للدور الذي يلعبه الإعلام العبري في نشر الشائعات والروايات المفبركة.

جزء من خلية فقد ذكرت صحيفة يديعوت، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن منفذ العملية في بركان هو جزء من خلية؛ وقد أيد هذا الرأي المحلل العسكري للصحيفة إليكس فيشمان، فكتب تحت عنوان “ليس ذئبًا وحيدًا”: “بعد أسبوعين ونصف من الهجوم الذي قُتل فيه كيم يحزقيل ليفنغر وزيف حاجبي، تبين أن خلية فلسطينية ساعدت المنفذ الفلسطيني من شمال الضفة على التنظيم والهروب”.

وأشار إلى أن التقييم لدى أمن الاحتلال “أن هناك عناصر في المناطق تساعده على الاختباء”، مكررًا فرضية وجود خلية منظمة وليس عملا فردياً كما ساد الاعتقاد -لدى الاحتلال- مباشرة بعد العملية. ويضيف المحلل العسكري أن المنفذ حصل على تصريح عمل في منطقة بركان الصناعية بعد خضوعه لفحص أمني، ولكن الآن اتضح أن المنفذ لم يعمل بمفرده، ولكن من خلال “منظمة إرهابية” (مقاومة)، مدعيا أن المجموعة نظمت نفسها قبل العملية دون أن تكتشفها قوات الأمن “الإسرائيلية”.

شح معلومات

ويشير فيشمان إلى أن هذه المنظمة كانت مهيأة جيدا لمرحلة الهروب من المشهد، ما يجعل من الصعب على قوات الأمن تحديد موقع المنفذ المختبئ في المنطقة منذ أسبوعين ونصف، منبها إلى حملة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال للأشخاص الذين كانوا على اتصال به بمن في ذلك عائلته. وبحسب أليكس فيشمان؛ فإن عدم القبض على المنفذ بعد الهجوم مباشرة، مع عدم العثور على معلومات استخبارية للمساعدة في اعتقاله، يقود إلى تقييم للمصادر الأمنية أن هناك من يساعده عبر متعاونين في الميدان. ويقول فيشمان: إن جهاز الأمن العام “شاباك” يميل إلى رفض الصيغة التي تتحدث عن أن خلية تقف وراء العملية، مفضلاً استخدام مصطلح “مجموعة من المتعاونين”، وهو مصطلح معاد غسلُه لتخفيف إمكانية أن هناك منظمة موجودة لم تصل لها قوات الجيش “الإسرائيلي”.

ومنذ العملية الفدائية، وانسحاب منفذها، تعالت الأصوات في الضفة الغربية لحماية منفذها البطل ومساعدته. وقال القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني، في تصريحٍ له: “حماية البطل نعالوة وإيواؤه، وتوفير احتياجاته اللوجستية اللازمة لمواصلة طريقه الجهادي، وإبعاد أيدي المحتلين وعيون الخائنين عنه؛ باتت مسؤولية وطنية عامة على كل أبناء شعبنا، وتكليفاً أخلاقياً خاصاً على كل من يستطيع ذلك، مستحضرين النماذج المشرفة التي قدمها شعبنا على مدار سنوات ثورته في احتضان المقاومين وتوفير بيئة حامية لهم”.

تصاعد العمليات ويؤكد المحلل فيشمان أنه منذ عملية إطلاق النار في المنطقة الصناعية في بركان طرأ ارتفاع بحجم الهجمات والعمليات الفردية ضد قوات الجيش “الإسرائيلي” في الضفة الغربية، ومع ذلك فإن القفزة الكبيرة جداً في العمليات ضد الجيش والمستوطنين وقعت هناك بعد مقتل الفلسطينية عائشة الرابي، التي أصيبت بحجارة مستوطنين رشقوا سيارتها في شمال الضفة في 12 أكتوبر الماضي.

وفي سياق متصل أقرت قناة كان العبرية أن محاولات الجيش “الإسرائيلي” باءت بالفشل في البحث عن منفذ عملية بركان التي وقعت في السابع من أكتوبر في منطقة “بركان” شمال مدينة سلفيت والتي قُتل خلالها مستوطنان، بالرغم من الجهود الاستخبارية واستجواب عائلته والمقربين منه وأصدقائه، وفق قولها.

القناة 13 العبرية قالت في وقت سابق: إن الجيش الإسرائيلي أصدر منشورات حذر فيها السكان من تقديم أي مساعدة لمنفذ عملية بركان، وأن أي يشخص يقوم بذلك سيعرض نفسة للمسؤولية القانونية؛ فقد يسجن أو يهدم منزله أو تُسحب أي تصاريح أو تسهيلات يمتلكها.

حرق خيارات الأمان

وكان للخبير في الشؤون “الإسرائيلية” صلاح أحمد أبرز الملاحظات حول ما ورد لغاية الآن في قضية منفذ عملية”بركان”:

في مستهل وأهم الملاحظات أن الإعلام العبري يمارس الدور نفسه للجيش و”شاباك”؛ لكن بدسّ السم في العسل؛ حيث الترويج وفبركة القصص وتغيير الحقائق، فغالبية العاملين في الإعلام العبري إن لم يكن جميعهم وخاصة المحللين هم من خلفية أمنية وعسكرية، فلا غرابة في أساليبهم الخبيثة وبث سمومهم عبر الوسائل المختلفة بدفع الجيش والشاباك لينتقم من الفلسطينيين بعد كل عملية فدائية. وأضاف المختص: إن “شاباك” وعبر المدعو “حسن” مسؤول الشاباك في جنين كما عرف هو عن نفسه قبل أسبوع بقوله “مرحبًا أنا اسمي حسن مسؤول الشاباك الإسرائيلي في جنين، وأنا في طولكرم في مهمة لتصفية منفذ عملية بركان”، وكما أُعلن أنه هو من قتل الشهيد أحمد جرار. هذا الأسلوب الخبيث لن ينطلي على شعبنا الفلسطيني الذي يُدرك أن الكيان يستخدم هذه الوسائل لعمل غسل دماغ للناس، وإيهامهم أن مصير منفذ عملية “بركان” سيكون مثل الشهيد أحمد جرار.

من ناحية أخرى يحاول “شاباك” وبالأسلوب الذي يستخدمه المدعو برجل شاباك “حسن”، جزّ العشب في المناطق الذي يشك أنها قد تفيده في الوصول لطرف خيط لمنفذ العملية، وللمحاولة الفاشلة في حصار المنفذ عن طريق “حرق خيارات الأمان”، وترويع السكان والضغط عليهم لإعطائهم أي معلومة ولو كانت بسيطة يتكئون عليها لمقاومة فشلهم، وفق أحمد.

وبحسب المختص؛ فإن الأسلوب الذي يتبعه “شاباك” في التحقيق بقضايا المطاردين ومنفذي العمليات يمتاز بالخبث؛ حيث يعتمدون ميدانيا على أصحاب التجارب المعدومة، فينفذون الاعتقالات العشوائية، ومن هنا يكمن الخطر؛ حيث الأسئلة التي يظن المعتقل أنها لا تفيد عن خاصية المطارد والمقاوم في الأشياء العادية مثل “ماذا يحب من اللباس والأكل والمشرب وعن نومه، وصلاته، وعواطفه، وطريقة تفكيره، وعن مزاجه وحديثه، وإذا كان لديه أمراض أم لا …”.

ويختم المختص صلاح أحمد بالإشارة إلى قضية مهمة “أي معلومة من المواطنين أو المعتقلين عن منفذي العمليات والمقاومين؛ هي خطوة للأمام تقصر عمر المطارد المقاوم وتضعف أمنه وتحاصره”، منبها إلى أن قضية الكاميرات المزروعة في الشوارع والمحلات التجارية في القرى والمدن الفلسطينية خطيرة جدا، ويجب إبعادها عن التقاط الصور من الحارات والشوارع أو إخفاء جهاز التخزين التابع لها، لأنها خطوة مهمة بالنسبة لشاباك وجيش الكيان للوصول للمقاومين، كما أن تناقل الأخبار من المواطنين أو الإعلام الفلسطيني أيضا يقدم خدمة على طبق من ذهب للكيان وأجهزة أمنه.

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.785 - 3.776
دينار أردني
دينار أردني
5.347 - 5.318
يورو
يورو
4.054 - 4.044
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.079 - 0.079
الأحد 28 إبريل، 2024
الصغرى
العظمى
17º