غزة-رام الله مكس
لم تصب الفتاة ندى رضوان، خريجة التربية الإنجليزية من جامعة القدس المفتوحة بغزة عام 2014، بالإحباط واليأس في ظل الظروف الصعبة التي حالت دون تمكنها من العمل في مجال دراستها، اللغة الإنجليزية، فقد قررت محاربة البطالة بهوايتها بعيدًا عما درسته في تخصصها.
وبحسب جهات الاختصاص، فإنّ نسبة البطالة في صفوف الشباب سيما الخريجين منهم، ارتفعت مؤخرًا في قطاع غزة إلى نسبة 65%، الأمر ينذر بتضخم هذه الأعداد في ظل الحصار مع تزايد أعداد الخريجين بجامعات القطاع في التخصصات المختلفة.
وبعيدًا عن تخصصها، تقول ندى: “منذ صغري كنت أحب الطبخ، وبعد تخرجي من الجامعة لم أتمكن من الحصول على فرصة عمل، فبدأت بمشروعٍ صغير للطبخ، وبدأت نشر أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على “سناب شات”؛ حيث لاقت ترحيبًا واسعًا من المتابعين”.
وتشير رضوان، إلى أنّ ذلك دفعها إلى التفكير بجدية إلى إنشاء مشروع خاص بها أطلقت عليه اسم “Nada kitchen” ليكون منصًة إلكترونية احترافية بفن الطبخ، تختص فيه بتقديم وصفات مميزة لربات البيوت، وعرضها بطريقة شيقة يسهل استخدامها.
تطور العمل
إعجاب المتابعين بأعمال “ندى” دفعهم للتواصل معها؛ حيث تواصلت شركة لصناعة التمور في المملكة العربية السعودية مع ندى لتصوير خمسة فيديوهات لطرق مختلفة للتمر، وتصديرها للمسلمين في أمريكا وأوروبا.
وأضافت أنّ مشروعها يعد رياديًّا في حاضنة “يوكاس” التابعة للكلية الجامعية للعلوم التطبيقية؛ حيث يختص بتقديم وصفات أكلات مختلفة ومميزة، مؤكدة أنّ ذلك شجعها على إنشاء موقع إلكتروني لتنشر عليه وصفات مختلفة لأكلات فلسطينية، ونصائح تهم كل سيدة للحفاظ على مطبخها باللغتين العربية والإنجليزية.
وتشير ندى إلى أنّ موقعها “Nada Kitchen” يحتوي أيضًا على وصفات مختلفة من حلويات ومعجنات وأكلات غربية، ووصفات للرجيم، ونصائح وإرشادات تختص بالمطبخ والإتيكيت.
تنوع الأذواق
لم تقتصر في تقديم وصفاتها على الطبخ الفلسطيني فقط، بل تطرقت إلى الأكلات الغربية التي أصبحت منتشرة في المجتمع العربي، حتى تلبي رغبة جميع الأذواق، لجميع الفئات المستهدفة سواء العربية والغربية.
وتوضح ندى أنها وفريقها يسعون إلى نشر الأكل الفلسطيني كالمفتول، والمسخن، والمقلوبة، وغيرها من الأكلات الفلسطينية بطرق سهلة ومناسبة لجميع المجتمعات المحلية وغير المحلية، خاصة في ظل انتشار الأكلات الغربية والسريعة التي يرغب الشباب في تناولها.
مشاكل وتحديات
ورغم النجاح الذي حققته ندى على الصعيد المحلى والدولي، إلا أنها كانت تعاني من بعض المشاكل والتحديات التي واجهتها، “فقلة الإمكانيات والخبرة في التسويق، ونشر عملها بشكل كبير، دفعها للالتحاق بحاضنة يوكاس التكنولوجية – التابعة للكلية الجامعية بغزة”.
وتبين ندى أنها كانت بحاجة إلى من يقف بجانبها ويدعمها لتطوير فكرتها وتحقيق حلمها في إنشاء موقع خاص بها لنشر الفيديوهات التي تسجلها لطرق مختلفة للطعام، لذلك توجهت إلى حاضنة يوكاس، والتحقت في مشروع الكويت للتطوير – والحاضنة التكنولوجية التي تنفذه الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بالتعاون مع جمعية الرحمة للإغاثة والتنمية، وبتمويل كريم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وبإشراف البنك الإسلامي للتنمية.
وتشير أن الحاضنة ساعدتها في الحصول على الدعم الإداري والمالي، والاستفادة من الدورات التدريبية المختصة، والتعرف على مختصين ومستشارين، بالإضافة إلى معرفة نقاط القوة والضعف، وكيفية التسويق للمنتج ومواجهة التحديات، ما مكنها من تطوير فكرتها وإطلاق موقع إلكتروني خاص بالمشروع.
