الإثنين:
2024-04-29

التعلم عن بعد.. تحديات مع استمرار كورونا

نشر بتاريخ: 28 ديسمبر، 2020
التعلم عن بعد.. تحديات مع استمرار كورونا

رام الله مكس-اختلف المشهد برمته لدى الطلبة خلال الموسم الدراسي الحالي، بسبب فيروس كورونا، وما تبعه من إجراءات احترازية للحيلولة دون تفتيشه، لتحل أجهزة الحاسوب في المنازل محل المقاعد الدراسية سواء لطلبة المدارس أو الجامعات في كثير من الأحيان، في تحدٍ غير معتاد لمواجهة آثار الفيروس.

بكر أشقر الطالب في الصف الرابع الأساسي يستعد في أيام دراسته على مدار الأسبوع للالتحاق بحصص التعليم الالكتروني، بعد تشغيل جهاز الحاسوب الذي وضعه والده في أحد زوايا غرفته، وجهزه ببرامج التعلم عن البعد التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم بعد قرار إغلاق المدارس بسبب تفشي كورونا، ويبدأ بتنبيه زملائه عبر الرسائل الصوتية بالاستعداد للحصة.

آراء طلبة: هناك مواد يصعب فهمها الكترونيا ولكن أفضل من لا شيء

لم يخطر على بال بكر أن يتحول جهاز الحاسوب إلى منصة للتعلم، بعد أن كان يستخدمه لممارسة هوايته في الألعاب الالكترونية، فاختلف، ليخوض تجربته الأولى والجديدة في حياته.
وإلى جانب بكر هناك شقيقه مراد الطالب الجامعي الذي يدرس عبر منصة "زوم" من خلال شبكة الانترنت، وشقيقته مديحة الطالبة في الصف الأول ثانوي والتي أيضا تتلقى دروسها عبر حصص الكترونية من خلال منصة "مايكروسوفت تيمز"، ليتحول المنزل إلى معلم علمي الكتروني، يشكل تحديا في مواجهة آثار كورونا
وتقول مديحة عن تجربتها مع التعليم الالكتروني: "التعليم عن بعد في ظل تفشي كورونا الذي أصاب عددا كبيرا من الطلبة، هو بالتأكيد جيد وصحي، نحافظ فيه على صحتنا بعيدا عن الاختلاط والضغط النفسي الذي تسببه هذه الجائحة، إضافة إلى أنه فتح لنا المجال بالمناقشة والتعمق أكثر في المواد الدراسية، رغم وجود مواد يصعب فهمها الكترونيا، ولكن يبقى شيء أفضل من لا شيء ".

وتضيف:" نحن كطلاب مع مواكبة التطور التكنولوجي واستغلاله بالتعلم والاستفادة من برامجه، ولكن كونها تجربة أولى فقد واجهتنا العديد من المشاكل الخارجة عن إرادتنا كالانقطاع المتكرر للكهرباء، وضعف شبكات الانترنت وأيضا وجود أكثر من أخ داخل المنزل الواحد مع عدم توفر أجهزة الحاسوب لكل واحد منهم، وتضارب وقت الحصص، عدا عن المشاكل التقنية خلال بث الحصص، والتي مع الوقت نرجو إيجاد الحلول السريعة لها".

ويخوض أكثر من 750 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية والخاصة ووكالة الغوث في محافظات الضفة تجربة التعليم الإلكتروني لأول مرة، بعد قرار الحكومة إغلاق جميع المدارس لكل المستويات ابتداء من السابع عشر من الشهر الجاري ولمدة أسبوعين، بسبب انتشار فيروس كورونا، مع التحول إلى التعليم عن بعد حسب خطط وزارة التربية والتعليم المعدة مسبقا، إلى جانب إغلاق الجامعات والمعاهد بمختلف مستوياتها والتحول بشكل كامل إلى التعليم الالكتروني.

معلمون: بسبب كورونا.. التعليم الالكتروني أفضل وسيلة للاتصال بغض النظر عن المصاعب

وتقول معلمة مادة التكنولوجيا في مدرسة ذكور كفر جمال الثانوية المختلطة لمى غنايم لمراسلة "وفا"، التعليم الالكتروني طبعا هو بديل عن التعليم الوجاهي في حال عدم وجود بيئة صحية مناسبة، وفي ظل الظروف التي نعيشها وقرار إغلاق المدارس، بسبب فيروس كورونا، فهو يعد أفضل وسيلة للاتصال بين المعلم والطالب بغض النظر عن المصاعب التي تواجهه.
وأضافت، أن المعضلة الأساسية هي بطء الانترنت لتشغيل برنامج "التيمز" الذي يحتاج إلى سرعة انترنت عالية، فما بالك مع وجود أكثر من طالب في البيت يستخدمون نفس البرنامج وبسرعة بطيئة، مما يحدث انقطاع البث وبالتالي ضياع الحصة على الطالب أو المعلم، عدا عن انخفاض عدد الطلبة المشاركين في الحصص قد يصل إلى أقل من النصف في كثير من الأحيان، لظروف خاصة بأولياء الأمور متمثلة بالوضع الاقتصادي والجهل بطريقة استخدام البرامج الالكترونية.
وأشارت غنايم إلى أن برامج التعليم الالكترونية بحاجة إلى معلمين ذوي خبرة في مجال الحاسوب، نحن التحقنا بدورات الكترونية تدريبية مكثفة مدة ثلاثة أيام بواقع 6 ساعات متواصلة يوميا، وتم جمع عدة مدارس في فريق واحد، طبعا ذلك شكل ضغطا على كثير من المعلمين، الذين وجدوا صعوبة في التطبيق لقصر مدة التدريب، ولكن برأيي أن ذلك بحاجة مدة طويلة في التدريب حتى يتمكن المعلم من ممارساته بالشكل الصحيح.
ويتفق أستاذ اللغة الانجليزية في مدرسة ذكور خالد بن سعيد الأساسية نضال كتانة مع غنايم في أن استخدام التكنولوجيا مهم جداً في الوقت الحالي، والملجأ الوحيد في ظل الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها دولتنا، والعالم بشكل عام.
ويشير إلى أن هناك الكثير من الجوانب والأمور التي تعكس مدى سوء هذه التجربة، متمثلة أولا بسرعة انترنت ضعيفة في المنازل التي تضم طلبة مدارس وجامعات ومعلمين يبثون حصصهم عبر "التيمز" والانقطاع المتكررة للكهرباء، وهو ما حصل معه أثناء إحدى حصص الشرح للصف الثالث.
ولفت إلى صعوبة التعامل مع البرامج الالكترونية لبعض المعلمين الذين طالت عليهم الخدمة وعلى مشارف التقاعد، وعدم قدرتهم التحكم ومجاراة مثل هذا النوع من التعليم، ويحتاجون لمساعدة متواصلة من زملائهم ما ينعكس على إدارتهم للحصص الالكترونية.
وتقول معلمة الرياضيات في مدرسة بنات عمر بن عبد العزيز الثانوية رانية شريم، إن مادة الرياضيات تتطلب بذل جهد مضاعف من خلال الحصص الالكترونية لتتمكن من إيصال المعلومة بشكل تمكن الطالبات من فهمها، من وقت طويل للشرح والتحضير للحصة وعرضها كونها تعتمد على الكتابة أكثر، وتختلف عن التعليم الوجاهي الذي يكون هناك تواصل بصري وتفاعل مباشر مع الطالبات تتمكن من معرفة ردود فعلهن تجاه المادة، فيما الالكتروني هناك صعوبة في ذلك ويبقى المعلم في حالة من القلق تجاه هل فهم الطالب أم لا، وهذا يعود إلى أسلوب المعلم في كيفية جعل الحصة تتميز بالتجاوب والتفاعل والمتابعة من الطلبة .

أولياء الأمور: التعليم الالكتروني يعتريه الكثير من المشاكل

ويرى أولياء الأمور أن التعليم الالكتروني كان مفاجأة للجميع، ويعتريه الكثير من المشاكل، من ضعف الانترنت، وانقطاع الكهرباء، وافتقار الكثير من الأسر لأجهزة الحاسوب بسبب عدم القدرة الاقتصادية، وغياب بعض المعلمين وعدم الالتزام بمواعيد الحصص، مما جعلهم غير مقتنعين بفاعلية التعليم عن بعد ويعكس ضعف الثقة في التعليم بهذه الطريقة، ويرون أن التعليم الوجاهي هو الأفضل والأنسب.
وتقول سيرين نصار والدة لطالبين في الصف الرابع والثامن:" أعاني من عدم وجود تقنية انترنت تتناسب مع هذا الوضع الذي نعيشه هذه الفترة، فابني الكبير يضطر إلى الذهاب مع والده لمقر عمله ليتنسى له حضور الحصص الالكترونية، عدا عن الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال البث، وعدم التزام بعض المعلمين بالوقت الذي يتم تحديده في الجدول الذي يعرض على صفحة المدرسة، ورفض بعضهم إعطاء حصص "تيمز" لوجود أسباب خاصة كما يقولون منها عدم القدرة على إيصال المعلومة للطالب أو ضبط الحصة.

وترى هناء الدعمة وهي والدة طالب في الصف الرابع وطالبة في الصف التاسع، أن التعليم الالكتروني لا يوصل المعلومة كما الوجاهي، ولكنه جيد كحل مؤقت حتى عودة الطلبة للمدارس، مشيرة إلى أن المعاناة تكمن في عدم جدية بعض المعلمين خاصة مدارس الذكور في إعطاء الدروس في وقتها وكثير من الأحيان الاعتذار عن الحصة، بعد انتظار الطالب لوقت طويل منذ ساعات الصباح الباكر بدون وجود للمعلم.
وبالمقابل، قوبل قرار التوجه للتعليم الالكتروني برفض من قبل طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" في مختلف محافظات الضفة، ونفذوا اعتصامات أمام مكاتب التربية والتعليم في طولكرم ونابلس وجنين، مطالبين باستثنائهم من الإغلاق والرجوع للدوام الوجاهي وتعهدهم بالالتزام بسبل الوقاية كاملة.

وقال الطالب حمزة جيتاوي من مدرسة ذكور السفاريني الثانوية، على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهنا بسبب هذا الوباء الذي يجتاح العالم بأسره، يأتي قرار إغلاق المدارس الذي زاد من الصعوبات علينا، خاصة ونحن في مرحلة مصيرية تتطلب بذل الجهد للخروج منها بنجاح وتفوق، مشيرا أن التعليم عن بعد لا يمكن أن يؤدي الغرض من التعلم وفهم المعلومة بطريقة صحيحة .

وصرح مدير عام القياس والتقويم والامتحانات محمد عواد في تصريح سابق بأن استخدام طلبة التوجيهي لمنصة "تيمز" أو غيرها من وسائل التعلم عن بعد، يعد رافداً للقاءات الوجاهية وليس بديلا عنها، إذ تخصص هذه اللقاءات لتمكين الطلبة من التعلم السابق فقط، وتستأنف اللقاءات الوجاهية بعد انتهاء فترة الإغلاق والعودة للمدارس.

ولوحظ تعاون مؤسسات المجتمع المحلي وعبر صفحاتها على موقع "فيس بوك" مع المدارس في مختلف مواقع المحافظة، من خلال تجديد الدعوة لأولياء أمور الطلبة بضرورة متابعة أبنائهم للدروس والحصص الالكترونية، وحض الطلبة على الحضور والتفاعل، لتجنب الأضرار الجسيمة والخطيرة بسبب توقف التعليم الوجاهي بعد إغلاق المدارس بسبب فيروس كورونا.

وأعربت جمعية رعاية شؤون طلبة بلعا الخيرية عن مساعدتها ضمن الإمكانيات المتاحة في إنجاح التعليم الالكتروني واستفادة الطلبة منه.

كما قام المجتمع المحلي بتبرع ذاتي بأجهزة حاسوب لبعض المدارس في بلدتي علار ودير الغصون وغيرها لدعم الطلبة الذين يفتقرون للأجهزة من أجل التعلم.

التربية: الجهود مستمرة لحل الإشكاليات المتعلقة بالتعليم الالكتروني

وحول مدى فعالية التعليم الالكتروني في هذه المرحلة عقب مدير التربية والتعليم في طولكرم طارق علاونة لمراسلة "وفا"، بأن وزارة التربية والتعليم كانت واضحة في خطة العودة للمدارس التي أطلقت مع بداية العام الدراسي، وكان من ضمن الخيارات وأنماط التعليم المتاحة اللجوء إلى التعليم عن بعد، والذي طبق في المحافظات والمديريات التي تم إغلاقها قبل الإغلاق الأخير بقرار من الحكومة، وشمل 4 محافظات" منها طولكرم، ليطبق اليوم في محافظات الوطن كافة.

وقال: "استعدادا للتعليم والتمكين الالكتروني، عملت الوزارة على تدريب المعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين على التعامل مع التطبيقات الالكترونية ومنها منصة "تيمز"، وتم فتح حسابات للمعلمين والطلبة، وأصبح لكل معلم وطالب ومنهم 44 ألف طالب في طولكرم حساب على التيمز، وتم تفعيل وتطوير "الايسكول"، وهي البوابة التعليمية لوزارة التربية والتعليم، وعمل حساب لولي أمر الطالب على هذه البوابة حتى يقوم بمتابعة المهام التعليمية التي يتم إعطاؤها من قبل المعلمين للطلبة".

وحول الجهود التي تبذلها الوزارة لحل الإشكاليات المتعلقة بالتعليم الالكتروني، أوضح علاونة، منذ اليوم الأول بدأ المعلمون بتنفيذ حصة "التيمز"، كان هناك عدد كبير من المتابعات والاستفسارات من أولياء الأمور خاصة في الأيام الأولى، والتي انخفضت حاليا، تمحورت في معظمها في فقدان أو نسيان كلمات المرور، واشتكى البعض من وجود عدة أشقاء في البيت الواحد يفتقرون لأجهزة الحاسوب.
وأشار أنه تم معالجة هذه الأمور من خلال مخاطبة مدراء المدارس وبتعليمات من الوزارة بكل الوطن، وعملت الفرق الفنية التي شكلت في المديريات والمدارس في حل الإشكاليات وتقسيم المدارس إلى مستويات من الصفوف الأول للرابع تبدأ الحصص من الساعة الثامنة وحتى 11، ومن صفوف الخامس إلى الصف الثاني عشر تبدأ بعد الساعة 12 ظهرا وتستمر حتى الرابعة أو الخامسة مساء، بما ينهي مسألة التضارب في الوقت.

ولفت أن المدارس تقوم الآن بتنزيل هذه الحصص وتحميلها عبر بوابة "الايسكول" بحيث يمكن الطالب من الرجوع إليها بالوقت المناسب في حال تعذر عليه حضورها مباشرة، علاوة على التعميم وعبر صفحات المديريات والمدارس على "الفيس بوك" للبرامج التعليمية الخاصة بقناة فلسطين التعليمية التي يشارك فيها معلمون من مختلف محافظات الوطن، التي تمكن الطالب من مشاهدتها في أي وقت.

وأعرب علاونة عن ارتياحه من نسبة حضور الطلبة حاليا التي بلغت في بعض المدارس 100%، وفي أخرى من 95% و96% وهناك 60%، معتبرا ذلك بحد ذاته نسبة نجاح وتحدٍ وبالتالي تجاوز مرحلة إقناع أولياء الأمور بأهمية هذا الموضوع إلى انخراطهم في العملية التعليمية.

وقال:" في بعض المناطق النائية قمنا بتوزيع رزم تعليمية هي عبارة عن مهمات ورقية للمباحث الأساسية لكافة المراحل، لتعويض الطلبة ممن يفتقدون للانترنت في منازلهم، للإجابة عليها وتسليمها في الوقت المناسب للمعلم، إضافة إلى متابعة متواصلة من قبل المشرفين التربويين ومنسقي التوعية في المدارس أول بأول وحضور الحصص لدى الزملاء المعلمين وتقديم التغذية الراجعة المطلوبة حول الأداء".

جامعة خضوري: المشكلة تتركز في ضبط التعليم الالكتروني

ويقول مدير مركز التعليم الالكتروني في جامعة فلسطين التقنية "خضوري" الدكتور خالد خنفر لـ"وفا"، جائحة كورونا أجبرت الكل من جامعات ومدارس على التوجه للتعليم الالكتروني، وأن توجهات القرن الـ21، الآن أن يكون الطالب غير محكوم بوقت أو مكان، وهو وسيلة لأن ينطلق الناس في أعمالهم وفي نفس الوقت يتابعون تعليمهم ودراستهم.
وأوضح أن المشكلة الأساسية هي ضبط التعليم الالكتروني كما التعليم التقليدي، ويعتبر تعليما رائعا في بعض "الكورسات" في الجامعات ويعطي نتائج وجودة عالية، ولكن هو ليس بديلا عن التعليم الوجاهي.

وأكد خنفر ان التعليم الالكتروني في المدارس أسهل من الجامعات من حيث إعداد المحتوى، حيث يمكن لمدرس واحد مثلا أن يعطي مادة معينة يغطي فيها كل فلسطين كون المنهاج موحد، ولكن العقبة الرئيسية تكمن في دعم البنية التحتية خاصة في المدارس، والعائلات، مما يتطلب من الوزارة تطوير المحتوى وتوفير البيئة المناسبة للطالب وعائلته في مواجهة ضعف شبكة الانترنت.

وأشار إلى إمكانية نجاح التعليم الالكتروني بأن تأخذ وزارة التربية والتعليم بعين الاعتبار إنشاء مواد تعليمية تفاعلية تامة كمنهاج يجذب الطالب، ولكن من غير أن تكون تزامنية، مثلا من خلال محطات التلفزيون، ويبقى التركيز أن يكون المحتوى جذابا وتفاعليا وهذا هو ضمن استراتيجيات التعليم الالكتروني، وبالتالي يتمكن الطالب من الرجوع للحصة بأي وقت مما يخفف من الجهد على الأهالي.

وقال: "نحن بظروف الطوارئ ننظر إلى مدى الاستفادة وليس إلى الخسارة، إما أن نقف أو نستمر بالقائمة الموجودة، المشكلة الرئيسية تتطلب خبرات في إدارة التعلم الالكتروني وتلبية احتياجات المعلم والطالب على حد سواء، من خلال ضبط جودة التعليم والرقابة الجيدة وبالتالي إعطاء نتائج رائعة".

تقرير: هدى حبايب

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.821 - 3.807
دينار أردني
دينار أردني
5.397 - 5.362
يورو
يورو
4.087 - 4.071
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.080 - 0.079
الإثنين 29 إبريل، 2024
الصغرى
العظمى
17º