الإثنين:
2024-04-29

مبروك... أفراح وأعراس تُنهك الناس

نشر بتاريخ: 13 أغسطس، 2016
مبروك... أفراح وأعراس تُنهك الناس

رام الله مكس- وكالات

تشهد مواسم الأعراس في كل عام حالة من التذمر والنقد في إشارة للمبالغة بطقوس الفرح التقليدية والعصرية والتكاليف الباهظة التي تنهك الكثير من الأسر والعائلات وتراكم الديون على حساب الاستثمار بالأبناء ومشاريع أكثر أهمية، كما تشهد أيضا موجة انتقادات لسلوكيات مزعجة ومضرة مثل إغلاق الشوارع واستخدام المفرقعات وغيرها، مع التأكيد على أهمية إقامة الأفراح بمستوى متواضع واختصارها قدر الإمكان.

وحول ذلك، استعرض أسد شقور من سخنين، الكثير من المظاهر المزعجة التي لا  تنم عن أصالة الفرح في الأعراس بل مظاهر وقشور ندفع أثمانها الباهظة، وقال لــ’عرب 48′: ‘أعرف على الأقل من خلال عملي كنادل في قاعات الأفراح أن أوضاع الناس المعيشية لا تسمح لغالبية العائلات بالوقوف باستحقاقات هذه الأفراح المبالغ بها، سواء كان الجمهور المدعو أو أصحاب الفرح، وأعلم أن الفرح بعد أسبوع من انتهائه سيتحول إلى هم وغم وربما خلافات لأن العريس سيستمر سنوات بتغطية الديون من أجل ليلة واحدة، ناهيك عن أنه ليس الفرح الحقيقي بل بسبب أقيم بهذا الشكل بسبب الضغط الاجتماعي وبعض المعايير الاجتماعية التي أكل الدهر عليها وشرب’.

وأضاف أن ‘مجتمعنا يحتاج إلى مسؤولية وثقة وتوظيف هذه الأموال التي تصرف في الأعراس بتربية ورعاية أبنائنا ومشاريع أخرى مثمرة على المستوى الإنساني، وأن نختصر من هذا البذخ’.

وقالت الشابة ريما حسين من كوكب أبو الهيجاء، لـ’عرب 48’، إن ‘الفرح مناسبة اجتماعية وإنسانية رائعة، لكنه بشكله اليوم أصبح لا يطاق، والمبالغة في طقوس الفرح والبذخ وعدم ضبط الأمور تجعل من أعراسنا عبئا مؤذيا للكثير من الأسر وخاصة الفقيرة منها. وأضافت أن ‘الأفراح بالطريقة التي تتم في هذه الأيام تأتي على حساب الأبناء والاستثمار بهم خاصة أبناء العمال والشرائح الفقيرة، وهذا بسبب عدد الأفراح التي تكثر في هذا الموسم، وحسب الأعراف الاجتماعية والتقاليد تجد هذه الأسر نفسها مضطرة للمشاركة والاستجابة للدعوة حتى استدانت واعتمدت على القروض البنكية، وبالتالي أعتقد أنه على قيادات المجتمع أن تجد صيغة لرفع هذه الأعباء عن الناس’.

واستعرضت جوان غنايم من سخنين، بعض المظاهر المزعجة في هذه الأفراح وما يرافقها من بذخ لدى الكثير من الشرائح الاجتماعية، وقالت لـ’عرب 48’، إن ‘العصر يتغير والاحتياجات والأولويات كذلك، هموم الناس كثيرة والمجاملات الاجتماعية لم يعد لها نفس المعنى والمضمون الإنساني نفسه لأن الكثيرين يشاركون بهذه الأفراح حرجا بسبب كثرتها وكثرة مشاغلهم وهمومهم، وبالإمكان اختصار هذه الأفراح وما ينتج عنها من إزعاج وضوضاء’.

وأشارت إلى ‘ظاهرة إطلاق المفرقعات وإغلاق الشوارع بالسيارات والازدحامات التي تسببها، علينا جميعا إعادة النظر في كيفية إحياء أفراحنا دون الحاجة إلى تلك المظاهز الزائدة، ونحن نستطيع أن نفرح مع الأقارب والأصدقاء، الفرح ليس بكثرة المشاركين وعددهم’.

وقال أسامة خوري من سخنين، لـ’عرب 48’، إن ‘طقوس الأفراح مليئة بالتناقضات والكثير منها مرهق للجيوب والنفوس. نحتاج للقليل من التواضع والانشغال بما هو أكثر جوهري، والمشاركة بالأفراح وتكاليفها لدى نسبة كبيرة جدا من مجتمعنا هي على حساب أبنائهم الذين يحتاجون إلى الكثير من الرعاية ودعم مواهبهم ومهاراتهم وتعليمهم من خلال دورات مكلفة لا يستطيعون القيام بها لأنه في كل موسم يجب رصد ميزانية أعراس حيث يصل الأمر إلى استدانة هذه العائلات والاعتماد على القروض البنكية أو السوق السوداء، وبالتالي أعتقد أنه علينا أن نبادر دون إحراج أو خجل لاختصار هذه الطقوس لطقوس فرح مختصرة جدا’.

واعتبر عبد جبارة من شفاعمرو، أن هناك عادات وتقاليد زائدة يجب التخلص منها، وقال لـ’عرب 48′ إن ‘التكافل الاجتماعي والقيم الحقيقية من الضروري التمسك بها والحفاظ عليها، أما الأفراح بالشكل المتبع في هذه الأيام فهي مجرد مظاهر للمباهاة لا مكان لها، وهي زائفة.

وأضاف أن ‘البذخ والتبذير معيب. البعض يفضل أن يوفر ميزانية للأعراس على حساب أساسيات، ليس على حساب احتياجات الأبناء فحسب بل على حساب صحته وعلاجه. أعرف شخصا كان يحتاج لعلاج غير أنه فضّل أن يخصص المبلغ للمجاملات تحت الضغط الاجتماعي والتقاليد البالية’.

وقال عنان الحاج من شفاعمرو، لـ’عرب 48’، إن ‘بعض الأفراح أصبحت مهرجانات كبيرة تقام أحيانا في ملعب كرة قدم، ونحن الشباب نحب الفرح، لكنه أصبح عبئا كبيرا على الكثير من الأسر والعائلات’.

وأردف أنه ‘هناك الكثير من العائلات المستورة، ومن يعاني من البطالة، يعتاشون من مخصصات التأمين ويضطرون تحت الضغط الاجتماعي للمشاركة بالأفراح. المطلوب اختصار الأفراح على الأقارب والأصدقاء قدر الإمكان كي لا تثقل المصروفات على الكثير من العائلات والأسر’.

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.821 - 3.807
دينار أردني
دينار أردني
5.397 - 5.362
يورو
يورو
4.087 - 4.071
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.080 - 0.079
الإثنين 29 إبريل، 2024
الصغرى
العظمى
17º