جنين-رام الله مكس- محمد بلاص ما إن أطلق الفنان بهاء الأسعد، من جنين، أغنيته الجديدة “القدس إلنا ارحل يا محتل واسمعها”، حتى انتشرت كالنار في الهشيم، لتلاقي رواجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا من قبل الشباب الفلسطيني والعربي المسلم. وقال الأسعد ل”الأيام”، إن هذه الأغنية جاءت بعد النجاح الكبير الذي حققته أخرى بعنوان “صوت المآذن” والتي جاءت بالتزامن مع احتجاجات فلسطينية رسمية وشعبية على قانون “منع الأذان” والذي أقرته حكومة الاحتلال. وأضاف، إن إقدام سلطات الاحتلال على وضع البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى المبارك ومن بعدها الكاميرات الذكية، شكلت مصدر إلهام له لتأليف وغناء أغنيته الجديدة، في ظل تصاعد الاحتجاجات على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية، على الإجراء الإسرائيلي الأخير. وبدأ أغنيته بكلمات “الأقصى إلنا ارحل يا محتل واسمعها، ما لك عنا هيكل جنودك رح نقلعها”، في تأكيد منه على تمسك المسلمين وفي المقدمة منهم الشعب الفلسطيني بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ورفض الادعاء الإسرائيلي بوجود ما يسمى ب”الهيكل” المزعوم. وفي المقطع الآخر من أغنيته، قال الأسعد: “عنا الخنساوات رجال..تسمحلك فيها محال..ومهما كثرت الأنذال الأقصى الله معها..القدس فيها شباب تعشق الموت وما تهاب، ولما تغلق الأبواب تحتك نار نولعها”. وجاء في الأغنية: “عالرباط مواصلين مبدأنا ليوم الدين، والأقصى للمسلمين وما بتغير واقعها، ما رح نخضع للتفتيش ما يرهبنا كل الجيش، يا بنموت ويا بنعيش والكرامة نرفعها، أقتل أضرب أعلن حرب ما بنركع إلا للرب الأقصى يا نبض القلب ودمي اللي بقلبي معها”. وحرص الأسعد في أغنيته الجديدة التي لاقت رواجا واسعا في أوساط الجيل الشاب على وجه التحديد، على اختيار مقاطع حية تضمنتها الأغنية التي بدئت ببث صورة مكبرة لآلاف المصلين يؤدون الصلاة في ساحات المسجد الأقصى المبارك، قبل الانتقال إلى مشهد المرابطات على بوابات الأقصى وقد أحاط بهن حاجز حديدي أقامته شرطة الاحتلال، وعلى بعد نحو مترين يقف أفراد من تلك الشرطة في محاولة منهم للحيلولة دون تمكنهن من الوصول إلى المسجد للصلاة، فيما بدت بعضهن في مواقف مواجهة وتحدي مع أفراد الشرطة المدججين بالسلاح. بعد ذلك، انتقلت الأغنية المسجلة بواسطة نظام الفيديو كليب، إلى موقع للمواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال في محيط المسجد الأقصى، حيث كان الجنود يطلقون قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، وتوقفوا عندما تمكن أحد الشبان من إلقاء إحدى قنابل الغاز داخل آلية عسكرية إسرائيلية، ما تسبب بإصابة أفرادها بحالات الاختناق جراء استنشاق الغاز. وبثت الأغنية الجديدة، مشاهد متنوعة لمدينة القدس المحتلة بأحيائها ومساجدها وكنائسها وشوارعها العتيقة، قبل الانتقال إلى مشهد لجنود الاحتلال وهم يعتدون بشكل وحشي على مجموعة من السيدات في شوارع القدس بالضرب مستخدمين الهراوات وأعقاب البنادق، قبل اقتياد بعضهن إلى مراكز التوقيف التابعة لشرطة الاحتلال في المدينة المقدسة. وبرز في التسجيل، مشهد لمجموعة من المستوطنين المتطرفين وقد اعترضوا طريق المصلين تحت حماية وحراسة جنود الاحتلال، حيث حاول أحدهم التقاط صورة لإحدى السيدات التي قابلته بحذائها. وفي الجانب الآخر، برز مشهد مجموعة لأفراد شرطة الاحتلال وقد اشتعلت النار بأحدهم جراء إصابته بزجاجة حارقة ألقاها أحد المتظاهرين خلال موجة الاحتجاجات الغاضبة على وضع البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى. وحرص معدو الفيديو كليب، على إعطاء حيز كبير لمئات المصلين ممن كانوا يؤدون صلاتهم خارج أسوار وبوابات المسجد الأقصى، وما أعقب ذلك من اعتداء عليهم من قبل شرطة الاحتلال من خلال إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوبهم ووقوع إصابات في صفوفهم. وقال الأسعد، إن أغنيته الجديدة التي كانت من كلماته وبصوته، من ألحان الفنان محمد أبو الكايد، والتوزيع الموسيقي للفنان محمد أبو صلاح، ومونتاج عمار الجلاد، وتصوير أحمد أبو سيفين، وتسجيل استوديو يارا للإنتاج الفني. وأشار، إلى أن أغنية “القدس إلنا ارحل يا محتل واسمعها”، حققت انتشارا كبيرا ولاقت رواجا منقطع النظير في ظل حالة التوتر التي تشهدها الأراضي الفلسطيني جراء إقدام سلطات الاحتلال على وضع البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى.
