رام الله مكس: ما نراه ليس تظاهرة احتجاجية حاشدة، بل تجمع وتقاطر للمئات بل للآلاف، بحثا عن ثروة، يتردد أن أرض قرية فقيرة في جنوب إفريقيا تختزنها.
بالمجارف والفؤوس والعصي، انكب هذا الجمع من النساء والرجال والصغار والكبار على الحفر والتنقيب، مفتتين بأيديهم العارية كتل الأرض الرطبة، على أمل أن يجدوا فيها ضالتهم من الأحجار الكريمة الشهيرة والنفيسة "الألماس".
اما المكان فهو جانب تل في قرية كواهلاتي الصغيرة الواقعة في كوازولو ناتال احدى محافظات جنوب أفريقيا الشمالية على بعد حوالي اربعمئة كلم من جوهانسبرغ.
وقالت سخمبوزو مبهيلي: "لم أر الماس أو ألمسه في حياتي. إنها المرة الأولى التي ألمسها هنا وامل أن يحدث هذا فرقا لعائلتي لأننا نكافح ونأمل أن تكون أمورنا أفضل".
وأكد ميندو سابيلو: "هذا يعني أن حياتنا ستتغير لم يكن لدى أي شخص منا وظيفة مناسبة لقد اصبحت عائلتي سعيدة للغاية".
فمن جميع أنحاء جنوب إفريقيا، توافد الناس بالمئات وتأجج الإقبال على الموقع للانضمام إلى القرويين، الذين ما زالوا يحفرون منذ يوم السبت الماضي، خاصة بعد نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي لراع قال، إنه عثر في أحد الحقول على الحجر الأول، لما يعتقد أنها بلورات من الكوارتز.
وأشار فيليل فيلاكازي الى أن "هذا سيساعد المجتمع حقا ، نأمل أن تنتهي الجرائم لأن الشباب يعانون البطالة والفقر".
وزارة الطاقة والمناجم أعلنت أنها سترسل فريقا من الخبراء إلى الموقع في الأيام المقبلة، وتولت الشرطة ضبط الوصول إليه داعية المنقبين لمغادرة المكان، التزاما بالقيود المتعلقة بجائحة كورونا.
لكن تلك الدعوات لم تجد ملبيا لها امام حلم الكثيرين بالثروة في البلد الذي اكتشفت فيه أكبر ماسة في التاريخ، والذي صنع أبرز تجار الماس في العالم ثرواتهم بفضل ما تختزنه أرضه.
وبحسب الرواية الأسطورية اكتشفت ماسة "كولينان" التي تزن 3106 قراريط عام 1905 في جنوب إفريقيا، قبل رواج المناجم الصناعية على نطاق واسع، وصنعت من الحجر تسع ماسات استخدمت لتزيين التاج البريطاني.
