رام الله مكس
لا أدري ان كانت مصيبة ام من فرحة الزيارة، لكني أرى أن من يزور المسجد الاقصى وقبة الصخرة يتعامل مع المكان على أنه معلم سياحي اكثر من أنه مكان مقدس للعبادة، وهذه كارثة كبيرة ان نعتبر حصولنا على تصريح مرة في العام لزيارة هذا المكان الذي ناضلنا لأجله سنين طويلة، مجرد نزهة.
الصحفي”رامي معالي”
نجح الاحتلال بأن يدفعنا للتعامل مع المسجد الاقصى وقبة الصخرة على أنها مجرد مكان مثله مثل أي مدينة ترفيهية او سياحية هنا او هناك، وما يؤكد ذلك هو تعامل بعض الزائرين وتصرفاتهم داخل الباحات، يخبرني احد الأصدقاء وجود غصة كبيرة في قلبه على ما يجري هناك، يتحدث عن مواعيد غراميه بين العاشقين وتصوير على مدار الساعة وأراجيل وسجائر في الساحات، ومشادات كلامية بين مناصري بعض الأحزاب، ناهيك عن عدم اهتمام المواطنين بالنظافة.
بربكم قولوا لي هل هذا هو المكان الذي استشهد لأجله الآلاف المؤلفة؟ بربكم اخبروني كم ركعة صليتم في المسجد الأقصى يا من زرتوه؟ أنا لا اتحدث عن الجميع بل عن فئة ليست بالقليلة تذهب الى هناك وتلقي الاوساخ وتخط المهاترات على الحيطان وتبدأ بنشر عشرات الصور ثم يعودون أدراجهم الى البيت ويقولوا: “زرنا القدس”، القدس لا تحتاجكم ان لم تكن زيارتكم لها زيارة لمكان له قدسيته ومكانته بين المسلمين.
سيجيبني احدهم بأن تناول مثل هذا الموضوع سيستغله الاحتلال للتحريض على ان الفلسطينيين لا يمكنهم المحافظة على هذه البقعة المقدسة، وانا سأجيبه اني تتطرقت لهذا الموضوع كي لا يأتي علينا يوم تكون فيه القدس مجرد اسم لا يعني للأجيال القادمة شيء سوى قبة ذهبية وبناء رخامي.. ازرعوا في قلوب الاجيال القادمة قدسية هذا المكان كي يتعاملوا معه عند زيارته على أنه بقعة طاهرة لها احترامها ومكانتها الدينية والوطنية.
وكل عام وانتم بخير
