الجمعة:
2024-05-03
17º

"مواقع التواصل الاجتماعي" تسلب الخصوصية من العلاقات الأسرية

نشر بتاريخ: 12 نوفمبر، 2017
"مواقع التواصل الاجتماعي" تسلب الخصوصية من العلاقات الأسرية

رام الله مكس-وكالات

مع ازدياد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لدى المواطنين الفلسطينيين، والتي باتت جزءاً رئيسياً من حياتهم، انتشرت صفحات عديدة بمختلف الأسماء بشكل كبير على هذه المواقع، خرجت عن كل أجواء السرية والخصوصية.

في الآونة الأخيرة لُوحظ انتشار كبير لصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالنساء، يتبادلن خلالها كافة المشاكل التي تحدث معهن، والحديث عن أدق تفاصيل حياتهن، بحجة محاولتهن تفادي المشاكل وإيجاد حلول سليمة لها، في حين أنهن لا يعلمن بأن ذلك، قد يعود بالضرر على أسرتهن والمجتمع بأكمله.

أستاذ الصحافة الإلكترونية المشارك بكلية الإعلام بجامعة الأقصى ماجد تربان، أكد على انتشار صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً (فسيبوك) لتبادل النساء مشاكلهن عبرها في شتى المجالات والموضوعات.

وقال تربان لـ “دنيا الوطن”: إن هذا الأمر يحمل في طياته اتجاهين: إيجابي لتبادل الآراء مع الآخرين، وسلبي نظراً لأن الأصل في هذه المشاكل هو السرية والحذر في التعامل مع القضايا الحساسة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبيّنت الناشطة الاجتماعية أنصاف حبيب، أن منصات التواصل الاجتماعي وجدت من أجل الاستفادة منها في كافة أمور الحياة، لكن لها إيجابيات وسلبيات، لذلك لا بد أن نستفيد من الإيجابيات بالقدر المناسب مع ظروفنا وعاداتنا وتقاليدنا، وتفادي السلبيات.

واعتبرت حبيب، أن هذا الموضوع سلبي وأخذ حيزاً زيادة عن حجمه، مضيفة “بطبيعتنا كبشر نستغل كل شيء ممكن أن يفيدنا بتصورنا وتفكيرنا المحدود، لكننا لا نعلم أنه يمكن أن يضرنا أكثر مما نتوقع”.

وأوضحت حبيب لـ “دنيا الوطن”، أن رمي الهموم عبر منشورات أو تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي هو ليس حلاً لمشكلة قائمة أو التخلص منها، ولكنه يمكن أن يسبب مضاعفات أكبر بكثير من حلها، من خلال التعرف على هوية السيدة التي تشتكي همومها، وبالتالي يتم إيصال الأمر لعائلتها أو أقربائها، وبالتالي تزداد المشكلة الأساسية سوءاً.

وبيّن تربان، أن النصائح المقدمة عبر هذه الصفحات غير مضمونة بل وسلبية، نظراً لفقدان عامل الثقة فهي ليست من متخصص بل من وجهات نظر شخصية لأشخاص مشاركين في (الجروب) قد لا تتوافق ثقافة بلدهم عن مجتمعنا، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على السرية في كثير من القضايا والمشاكل واللجوء في هذه الحالة إلى شخص مقرب للحديث معه حول إيجاد حل لضمان ترابط الأسرة.

وأشارت حبيب إلى أن هناك أموراً كثيرة ممكن للسيدة اللجوء إليها، منها: الحديث مع مختص اجتماعي أو صديق مقرب أو حتى زوجها، معتقدة أنه في حال لم تبنِ علاقة قوية مع أقرب الناس إليها فلن تكون قادرة على تنفذ نصائح السيدات الأخريات المتابعات للصفحات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر.

ولفتت حبيب إلى أن هذا الأمر من الممكن أن يسبب حالة نفسية سيئة لدى السيدة في حال كانت التعليقات بشكل هجومي على منشورها أو قوبلت بالسخرية والشتيمة من قبل فئة كبيرة من السيدات المشتركات في ذات (الجروب).

من جانبها، رفضت الناشطة الإعلامية فدوى نصار، عرض النساء لمشاكلهن الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لأنها تزيد من حدة المشاكل القائمة، والتي من الممكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى الطلاق، لافتة إلى أن هذا الأمر نابع عن قلة وعي السيدة، وعدم احترامها لخصوصية البيت ومشاكله.

وشددت حبيب على ضرورة طرح صفحات متخصصة من جمعيات ومؤسسات قادرة على تقديم حلول بشكل نموذجي ومثالي للمشاكل السرية والحساسة، عن طريق حلقات البث المباشر أو الاستفسارات المفتوحة.

كما تمنّت نصار أن يكون هناك صفحات خاصة للسيدات من أجل تبادل مشاكلهم، ولكن من قبل متخصصين لتوعيتهن وإرشادهن في هذا الخصوص.

أسعار العملات
دولار أمريكي
دولار أمريكي
3.753 - 3.746
دينار أردني
دينار أردني
5.300 - 5.277
يورو
يورو
4.021 - 4.014
الجنيه المصري
الجنيه المصري
0.079 - 0.078
الجمعة 03 مايو، 2024
17º
الصغرى
العظمى
17º