صاحبي اللي أنا وإياه الروح بالروح اتخلى.. بدون سلام وبدون كلام وبدون سبب صرت أرن عليه ما يرد , وإذا رد يحكيلي مشغول

رام الله مكس

صاحبي اللي أنا وإياه الروح بالروح اتخلى.. بدون سلام وبدون كلام وبدون سبب صرت أرن عليه ما يرد , وإذا رد يحكيلي مشغول.. بيوم قررت أفتح معاه الموضوع وأشوف سبب تغيره , بس ياريتني ما فتحته .. بعتله حكيتله : – مش شايف إنك متغير !؟ من متى بمرق أسبوعين ما بنشوف بعض .. !؟ إذا في إشي احكيلي.. ! رد بعد ساعتين : – مشاغل حياة يا صاحبي .. هون سبيت على حالي , وحكيت ياريتني ما بعتت .. بس لما سألت حالي ليش بعتت , لقيت معي حق , صحبة 10 سنين ما بتروح هيك , وواحد كان سندي وكنت سنده طبيعي أسأل وينه .. وكمان خليني صريح مع نفسي , اللي خلاني أبعتله , إني حاسس بملل مش طبيعي بدونه ..

———

بيوم , أخوي الصغير وقدام كل العيلة سألني عنه .. ما بعرف ليش عصبت عليه وحكيتله ما يتدخل .. دخلت على غرفتي وخبطت الباب ..ثواني و دخلت وراي إمي وسكرت الباب وحكتلي: – أنا كنت حاسة إنه في إشي بينك وبين عُمر , شو في ؟ متطاوشين ؟ رجعت عصبت وحكتلها: – لأ يما مالناش إشي .. طلعت برا الغرفة وسكرت الباب , وسكتت أخوي اللي بعيط وبهدد فيي يضربني ..

بعد ربع ساعة , أنبني ضميري لإني عصبت واعتذرت من إمي وشريت لأخوي كرة ولعبت أنا وإياه , بس كان معي حق أعصب , هما فتحوا معي موضوع خانقني وما كنت حاب أواجه حدا فيه , بالأحرى ما عندي قوة ولا جواب أواجه حدا فيه ..

بعدها صرت أدوِر على صحاب جداد , بس ما لقيت , رغم كل اللي تعمقت فيهم , وكل اللي صاروا ييجوني وأروحلهم ضليت حاسس حالي غريب بينهم , وشعور الخنقة ما راح ..

بعد يوم , يومين , ثلاث , إمي هي الوحيدة اللي كانت حاسة بضيقتي وبضجري , قعدت معي وحكتلي :

– الناس هيك يما , الزمن بجرهم معاه , أبصر عُمر الدنيا وين أخدته بس مش نهاية العالم , في كثير أشياء تسليك , وإذا الموضوع مش تسلاي في كثير أشياء تطلعك من ضيقتك.. روح يومين عالبحر , جيب كتب اقرأ , غيِر شكلك , ديكور غرفتك , رح تحس إنه شعور الملل والخنقة راح .. إنت بحاجة تغيير جو وروتين بس.

حكتلها : – مش هيك الموضوع , بس أنا وإياه صحبة 10 سنين , كان يضل عندي وأضل عنده أو طالعين مع بعض , أو بندوِر على شغل مع بعض , أو بننكِد على بعض.. عازز علي ليش يروح فجأة.. قبل يومين شافني أنا وشباب بنعرفهم سلم علينا من بعيد وراح , ولا كإني كنت بيوم صاحبه الوحيد.. يما تزعليش مني بهالكلمة بس هو الوحيد اللي شاف دمعتي لما كنت مخنوق.. نزلت راسي بعدين كملت حكي: – بس بتعرفي , شكلها شغلة تعويد , شهر , شهرين بتأقلم على حياة جديدة مع صحاب جداد .. وانتهى الموضوع والله معه..

بس طلعت إمي من الغرفة , فتحت فيس بوك , لقيت مكتوب عبارة : ” خير صديق الكتاب ” .. تحمست لفكرة الكتاب , وخاصة إني بتذكر قرأت كتاب بالصف العاشر وأثر فيي لمدة طويلة .. رحت اليوم الثاني سألت عن كتاب قوي وبشد .. وفعلا صاحب البسطة ما قصر معي , أعطاني كتاب رائع , حببني بالقراءة وخلاني أقرأ باستمرار وأتأثر بالمكتوب وأضل أفكر فيه يوم كامل .. تلقائي ِتعودِت على حياتي الجديدة , قراءة , طلعات , شمات هوا , وصرت أعرف ناس كثير , بس خليت علاقتي معهم سطحية مشان ما أرجع أوثق بحدا جديد وأنخذل , وبلشت أقنع حالي كل ليلة إنه الحياة تعويد , وإنه إحنا ما بنزعل على الناس اللي بروحوا إلا لأنهم عودونا على نمط حلو بحياتنا ..

مرقت الأيام والأشهر , وأنا كل شي بصير معي مكتوم جواتي , ومآمن بفكرة ” خير صديق الكتاب ” , ما في حدا أرتاحله , أفضفله , أشاركه جنوني .. حسيت شوي شوي إنه رجعت نفسيتي تعبت من جديد .. ومليت الروتين , ورجعت أحس بنفس الكتمة والخنقة ورجعت أحس بالوحدة .. رن تليفوني كان شب معرفة , رديت : – ألو – كيف حالك ؟! – بخير , وإنت ؟ – تمام ..اسمع شو عندك كمان ساعة ..؟ – ولا اشي , ليش ؟! – تيجي عندي ؟! بدي أحكي لكل الشباب.. – تمام .. ساعة بكون عندك .. ِ لبست , ورحت , رجل قدام ورجل ورا , زهقان , بس مش طايق أشوف حدا.. رنيت عالجرس , واللي فتح الباب عُمر .. ! اتطلعت وصرت أحكي بعقلي أروح ولا أدخل , انعجقت , وبطلت عارف الصح من الغلط , بعدين حكيت كبِر راسك يا ولد وبلاها حركات الصغار ودخلت بس ما سلمت عليه .. مشيت خطوتين , ولا لقيت حدا حاطط إيده على كتفي..حسيت قلبي نفض , لفيت وجهي ولا هو بحكي:

– أنا كذاب إذا حكيتلك ظروف , وكذاب إذا حكيتلك ضغوطات , كل القصة إني كنت ناوي أتخلى عن كل اللي حولي , وإنت أولهم مشان ما أوجع راسك بمشاكلي , قال إني بقدر أعيش لحالي وأغير حياتي وأصير الشب القوي اللي قادر يعيش بدون حدا ..

حكيتله :

– ما أتوقع إني يوم اشتكيتلك إنه راسي وجعني من مشاكلك بس إنت يا صاحبي اتخليت..

باندفاع قال : – بس اندمت أقسم بالله , أنت عارف إنه أنت زي أخوي ..

ضحكت ضحكة مسخرة وحكيتله : – بهالسبع شهور اللي مرقوا ,ما سألت حالك أنا بكم مشكلة مرقت ,ما سألت حالك ليش رنيت عليك !؟ طيب إنت !؟ بكم مشكلة مرقت !؟ كثير صح ؟ وقدرت تتحمل , معناها أنت فعلا قادر تعيش لحالك وبدون صاحب وبدون أخ .. عن غباء وبدون تفكير حكا : – لأ مهو أنا كنت متعرف على شباب جداد وواحد منهم كان يسمعني ويساعدني بس..

وأنا بتطلع فيه مصدوم , ما كمل حكي لأنه حس إنه خبص بالحكي..

صفنت , وابتسمت وحكيتله : – أنا هسة بدي أروح بس بتمنى ما نرجع نلتقي.. وطلعت..

——

غريب إني أرتاح بدل ما أتضايق صح !؟ بس أنا حسيت براحة لإني حسيت إنه شوي من كرامتي رجعتلي , كنت بحاجة أشوفه ندمان وببرر غيابه .. لأنه صورته وهو قاسي بشعة , بشعة كثير..

مع إني كنت للحظة بدي أحضنه , واختصر , واحكيله له يا صاحبي .. لإني بحاجته ولأني متأكد إنه بحاجتي .. بس الكتب علمتني إنه السبع شهور بصيروا سنة لقدام ..وإنه اللي ببدلك مرة ببدلك مرتين..

ضليت حاسس طول ما أنا بالشارع إنه لسة إيده على كتفي , وكنت مرتاح.. وقتها أيقنت إني تعلمت الدرس اللي كان مكتوبلي , إنه بحياته لا كان البحر صديق رغم كبر حضنه , ولا كان الكتاب صديق رغم جبروت كلامه , ولا إنت صديق حالك رغم إنه ما حدا بعرفك قدك , وإنه الراحة تعريفها واحد: هي صديق من لحم وعضم , تسند راسك على كتفه متى ما تتعب , ويحكيلك #معلش

كتبت #بيان_عواد