رام الله مكس
داخل العائلة نفسها يقسو الأخ على أخيه أو أخته أو أبيه أو امه، وفي الحارة هناك “رامبو” الذي يبلطج على الجيران، وفي البلدة الواحدة هناك من لا يسير إلا بأربعة خرفان خلفه يصول ويجول بنظراته الشريرة على القطط والبشر والحجر، وفي المحافظة الواحدة أيضاً تجد أن أحد الأسماء يلمع فيها بلقب اختاره بعناية فائقة، مثل “ابو جهنم” أو “ابو موس” أو “أبو زفت”، بحكم علاقاته أو عدد ضحاياه الذين رسَم على وجوههم خرائط. نعم مجتمعنا الفلسطيني يعاني من القسوة المفرطة، ليس فقط من الاحتلال بل من أنفسنا على بعضنا البعض، فماذا نريد؟ هل ضعف فرص الشباب الفلسطيني في الحصول على عمل أو إكمال التعليم أو الكبت العائلي يبرر كل هذه المظاهر؟ أتحدث هنا بشكل عام وليس سياسياً او اجتماعياً، بل في كل قطاعات وشرائح مجتمعنا نجد هذه الظاهرة.
في داخل المؤسسة الواحدة هناك “الفتّان” الذي يحظى بإحترام جميع زملاؤه في العمل، خشية أن يشي بأحدهم، ورغم ذلك تجد سيفه مسنوناً عليهم وكأنهم أعداؤه، يا اخي كأن هذه العادة في جيناتنا منذ الولادة. اجمعوهم كلّهم وتخيّلوا حجم “رؤوس البصل” في هذه الدولة، التي لا تحترم قانوناً ولا عرفاً ولا ديناً ولا أخلاقاً. أتعلمون شيئاً؟ المشكلة ليست “بكِنّار البصل” ، المشكلة برؤوس البصل الكبيرة “المخمجة”!