رام الله مكس – اريج ابو كامش
حصة الرياضة للإناث في المدارس..إلى متى؟
“في حصة الرياضة الطلاب بلعبوا رياضة في الساحة،و إحنا الطالبات بنكون قاعدات نحكي مع بعض لحتى تنتهي الحصة و ما منلعب رياضة ، و أحيانا بعطونا حصة تانية للتعويض بدل الرياضة” هكذا لخصت إسلام جهاد الطالبة في مدرسة جمالا الثانوية المختلطة وضع حصة الرياضة في مدرستها .
ما قالته إسلام عن نقص الإهتمام بحصة التربية الرياضية تشاركها فيه كل الطالبات في مدرستها .
أما عن النشاط الرياضي قالت الطالبة أماني درامنة و التي إنتقلت لإكمال دراستها في مدرسة جمالا ” أنا كنت في مدرسة بنات دير عمار كان فيها نشاطات رياضية مميزة مثل كرة القدم ،و كرة السلة ،و كرة الطائرة و غيرها من النشاطات المتنوعة ،لكن عندما إنتقلت إلى مدرسة جمالا الثانوية المختلطة لم أر فيها نشاطات و عندما تكلمت مع أستاذ الرياضة حول الموضوع قال لي لا يجوز عمل نشاطات رياضية للبنات في المدرسة كونها مختلطة و بالتالي لا نستطيع أن نعمل نشاطات رياضية إلا للطلاب ” .
أثر اهتمام الرياضة في المدرسة على اختيار التخصص الجامعي
و قالت الطالبة في جامعة بيرزيت ريناد الريماوي و التي اختارت أن يكون تخصصها في مجال التربية الرياضية إن الذي شجعني على اختيار التخصص هو اهتمام المدرسة التي درست فيها بالأنشطة الرياضية كونها مدرسة للإناث فقط ،و شجعني أيضا خروجي إلى العديد من المسابقات الرياضية و حصولي على مراكز عالية فيها ،لكن واجهتني مشاكل من عائلتي لأنهم كانوا معارضين لفكرة إختياري للتخصص ،لكن اصراري على التخصص و حصولي على معدلات عالية غير من نظرة عائلتي التقليدية تجاه تخصصي في التربية الرياضية .
أسباب غياب الأنشطة الرياضية للطالبات في المدارس
و قال أستاذ التربية الرياضية في مدرسة جمالا الثانوية المختلطة محمد بدحة إن البيئة الرياضية في المدرسة غير مهيأة للفتاة لكي تمارس الأنشطة الرياضية ،فلا يوجد ملاعب خاصة لديهن .
و أضاف بدحة إن المدرسة مختلطة و الفتاة يجب أن يكون لديها لباس خاص لممارسة الرياضة لكن عاداتنا و تقاليدنا لا تسمح للفتاة في ممارسة الرياضة بلباس رياضي داخل مدرسة مختلطة لأن ذلك يعيق نظرة الطلاب لها .
و تابع بدحة كما أن المجتمع المحلي ينظر إلى الفتاة الرياضية بنظرة تقليدية.
و إختتم بدحة بالقول إن هذه الأسباب تكون عائقا أمام الفتاة في أن تكون فتاة رياضية داخل المدرسة.
و قال الموجه في المدرسة سليمان عيسى إن السبب الرئيسي في عدم ممارسة الطالبات للرياضة هو أهالي الطالبات ،فالأستاذ مستعد لاعطاء الجميع سواء طلاب أو طالبات حصة الرياضة لكن الأمر يعود إلى الطالبات اللواتي يرفضن ممارسة الرياضة في مدرسة مختلطة بناء على رغبة من أولياء أمورهن ،فالمنع بالدرجة الأولى ليس من مدارس التربية و إنما من أهالي الطالبات .
وقال أستاذ الرياضة في جامعة بيرزيت وليد شاهين إن مشكلة اهمال التربية الرياضة للإناث لا يقتصر على المدارس الحكومية و إنما أيضا يشمل المدارس الخاصة و حتى الجامعات ،و السبب في الأساس يعود إلى مستوى الثقافة الرياضية فالأسرة و ثقافة أفرادها و ثقافة البيئة المجتمعية لديها دور كبير في مدى قبول ممارسة هذه الأنشطة الرياضية أو رفضها ،لكن مع الأسف ثقافتنا الرياضية في مجتمعنا الفلسطيني شبه معدومة .
و أضاف شاهين قائلا إن قلة الظروف الإقتصادية لدعم متطلبات ممارسة الرياضة للإناث من امكانيات مادية و ملاعب و غرف رياضية تسهم في ضعف المستوى الرياضي لديهن.
أهمية النشاط الرياضي للإناث في المدارس
ممارسة الرياضة في المدارس للإناث ضروري من أجل الصحة و اللياقة البدنية ،كما يدعو كثير من المختصين بالصحة العامة إلى أهمية ممارسة المرأة للرياضة من أجل الحفاظ على صحتها ،و الحد من أمراض السمنة التي باتت سمة عامة لدى كثير من الناس خاصة النساء .
و قال أستاذ الرياضة وليد شاهين إن السيدات خاصة بحاجة إلى ممارسة النشاط البدني أكثر من الرجال كون حركتها بسيطة فهي بحاجة إلى ممارسة النشاط البدني بشكل أكبر لحرق السعرات الحرارية ،عدا أن السيدات بعد الزواج ،و الحمل،و الولادة تعاني من السمنة بالإضافة إلى أن نسبة الدهون لدى السيدات تقريبا 25 % و هذا يزيد عن الرجل 10%،أيضا من ناحية قوامية و جمالية هي بحاجة إلى ممارسة الرياضة بشكل كبير ،كما يجب ممارسة الرياضة كوقاية من الأمراض و خاصة أمراض السكري،و السمنة و عدم إنتظار الإصابة بالمرض لكي نمارس النشاط البدني.
النشاط الرياضي للإناث من وجهة نظر إسلامية
وقال الشيخ عبد الناصر التميمي إن الدين الاسلامي حث على الرياضة بالنسبة للإناث ، وذكر ذلك كثير من العلماء مستندين إلى قصة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حينما قال : “علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”.
وأضاف التميمي بالرياضة كما قيل العقل السليم في الجسم السليم ولذلك يحرص الإنسان على أن يبني جسمه ليستفيد عقله ويفرغ طاقة كامنة في بدنه في مجال يمكن أن يفيده ويملأ به وقته .
وتابع التميمي كذلك يوجد نصوص في السنة النبوية وأفعال للنبي (صلى الله عليه وسلم ) تبين جواز الرياضة بالنسبة للإناث مشاركة ومشاهدة , أما بالنسبة للمشاهدة فالحديث الصحيح للرسول (صلى الله عليه وسلم ) وهو من الأحاديث التقريرية أنه مر ذات يوم والسيدة عائشة (رضي الله عنها ) تنظر إلى الأحبال وهم يلعبون بالسيف في ساحة المسجد،و أما بالنسبة للمشاركة فثبت عن الرسول (صلى الله عليه و سلم ) أنه تسابق هو و السيدة عائشة(رضي الله عنها) فسبقته مرة و سبقها مرة ،فقال لها هذه بتلك.
وإختتم التميمي بالقول إن الرياضة في مدارس التربية موجودة للإناث و لكن هناك بعض المحاذير و المعيقات ، هذه المحاذير والمعيقات نبدأ فيها بأمرين : الأمر الأول أن مدارسنا وللأسف ليست مؤهلة لرياضة الإناث من صالات مغلقة وأدوات تتناسب مع رياضة الإناث .
والمعيق الثاني أن مدارسنا مختلطة وبالتالي يوجد شروط على لباس الفتيات مثل الجلباب الذي تلبسه الفتيات في المدرسة مما يعيق من حركتها في ممارسة الرياضة . ولكن نضم صوتنا إلى صوت الإناث لكي تهيأ مدارسنا لكي لا تحرم الإناث من ممارسة الرياضة وفق القواعد الشرعية .
فوائد النشاط الرياضي للإناث
و أشارت دراسات إلى ضرورة تدريس حصص الأنشطة الرياضة في المدارس منذ المراحل الاساسية ،كما أن هناك طلاب و طالبات لديهم مهارات عدة و لكنها لا تظهر إذا لم يتم التركيز على هذه الأنشطة في المدرسة ،لكن إذا تم تطبيق ذلك فسيكون هناك تغيير في مستوى الطلاب التحصيلي نحو الأفضل لأن حصص الأنشطة خاصة الرياضية تعمل على تنشيط الذاكرة لدى الطلاب ،و تفرغ من طاقاتهم المكبوتة ، و تهيئهم لإستقبال المواد العلمية ،إضافة إلى تحول إيجابي في سلوك الطلاب ،و تنمية الحس الإبداعي و الفني لدى الطلاب .
